النبيين وخاتم المرسلين (1) (و) قد أعذر من أنذر وادي النصيحة من وعظ وبصر من عمى وتعاشى وردى فقد سمعتم كما سمعنا ورأيتم كما رأينا وشهدتم كما شهدنا.
فقام عبد الرحمان بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح / 90 / أ / ومعاذ بن جبل فقالوا: اقعد يا أبي أصابك خبل أم اصابتك جنة؟
(ف) قال (أبي): بل الخبل فيكم كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فألفى بكلام رجل اسمع كلامه ولا أرى وجهه فقال فيما يخاطبه: يا محمد ما أنصحه لك ولامتك وأعلمه بسنتك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: افترى أمتي تنقاد له بعد وفاتي؟ فقال: يا محمد يتبعه من أمتك أبرارها ويخالف عليه من أمتك فجارها وكذلك (كان) أوصياء النبيين من قبل.
يا محمد إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون وكان أعلم بني إسرائيل وأخوفهم لله وأطوعهم له فأمره الله أن يتخذه وصيا كما اتخذت عليا وصيا وكما أمرت بذلك فحسده بنو إسرائيل سبط موسى خاصة فغلبوه وعيبوه وشتموه ووضعوا أمره فإن أخذت أمتك سنن بني إسرائيل كذبوا وصيك وجحدوا أمره وابتزوا خلافته وغالطوه في علمه.