قال محمد بن سليمان رحمه الله (1): كنا معه عليه السلام نحو مائتي فارس نازلين ناحية من سواد الكوفة وقد بلغنا خبر الشاه بن ميكائيل فقال لنا علي بن زيد: إن القوم لا يريدون غيري فاذهبوا أو أنتم في حل من بيعتي. فقلنا: لا والله لا نفعل هذا ابدا فأقمنا معه ووافاه الشاه بن ميكائيل في جيش عظيم لا يطاق (و) قد أحلنا من الرعب أمر عظيم فلما رأي ما لحقنا قال لنا أثبتوا وانظروا ما اصنع. فوقفنا ونضا سيفه وقنع فرسه وحمل في وسطهم يضربهم يمينا وشمالا وأفرجوا له حتى صار خلفهم وعلا على تلعة ولوح بسيفه إلينا ثم حمل من خلفهم فأفرجوا له حتى عاد إلى موقفه ثم قال (لنا): لا تجزعوا عن مثل هؤلاء. ثم حمل ثانية ففعل مثل ذلك ثم عاد إلينا وحمل الثالثة فحملنا معه فهزمناهم أقبح هزيمة وتنفلنا منهم ما شئنا. (2)
(١٤)