بسرورها إلى السرور، راحت بفجيعة وابتكرت بعافية تحذيرا وترغيبا وتخويفا فذمها رجال غداة الندامة وحمدها آخرون ذكرتهم فذكروا وحدثتهم فصدقوا فيا أيها الذام للدنيا المعتل بتغرير هامتي استذمت إليك الدنيا وغرتك؟ أبمنازل آبائك من الثرى؟ أم بمضاجع أمهاتك من البلى؟ كم مرضت بكفيك؟ وكم عللت بيديك تبتغى له الشفاء وتستوصف له الأطباء لم ينفعه اشفاقك ولم تعفر طلبتك مثلت لك به الدنيا نفسك وبمصرعه مصرعك فجدير بك أن لا يفنى به بكائك وقد علمت أنه لا ينفعك أحبائك (135).
129 - عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تمثلت الدنيا لعيسى عليه السلام في صورة امرأة زرقاء فقال لها: كم تزوجت؟ قالت: كثيرا قال:
فكل طلقك؟ قالت: بلى كلا قتلت قال: فويح أزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: مثل الدنيا كمثل البحر المالح كلما شرب العطشان منه ازداد عطشا حتى يقتله (136)