خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٤١٨
طاووس (1)، والفقيه بن أبي الغر، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت الأيلية، وأنفذوا به شخصا " أعجميا ".
فأنفذ السلطان إليهم فرمانا " مع شخصين أحدهما يقال له: نكله، والآخر يقال له: علاء الدين، وقال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا.
فجاء الأميران، فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه، فقال والدي (رحمه الله): إن جئت وحدي كفى؟ فقالا: نعم، فأصعد معهما:
فلما حضر بين يديه، وكان ذلك قبل فتح بغداد، وقبل قتل الخليفة، قال له: كيف قدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم؟! وكيف تأمنون أن يصالحني ورحلت عنه؟!
فقال والدي (رحمه الله): إنما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال في خطبة:
الزوراء وما أدراك ما الزوراء! أرض ذات أثل، يشيد فيها البنيان، وتكثر فيها السكان، ويكون فيها محارم وخزان، يتخذها ولد العباس موطنا "، ولزخرفهم مسكنا "، تكون لهم دار لهو ولعب، يكون بها الجور الجائر، والخوف المخيف، والأئمة الفجرة، والأمراء الفسقة، والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس والروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه، ولا يتناهون عن منكر إذا نكروه

(١) قال صاحب عمدة الطالب: [١٩٠] إن السيد الزاهد موسى بن جعفر من آل طاووس كان له أربع بنين: شرف الدين محمد، وعز الدين الحسن، وجمال الدين أبو الفضائل أحمد العالم الزاهد، ورضي الدين أبو القاسم علي السيد الزاهد صاحب الكرامات نقيب النقباء بالعراق.
أما شرف الدين محمد فدرج، وأما عز الدين الحسن فأعقب مجد الدين محمد السيد الجليل، خرج إلى السلطان هولاكو خان، وصنف له كتاب البشارة، وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب، ورد إليه النقابة بالبلاد والفراتية.. إلى آخره (منه قدس سره)، هامش الحجري.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»