خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٣٤٥
قال: كلا لن أبيع مذهبي - والحق لي - بدنيا " دنية، ولي رب غني يكفيني.
فمضيت عنه فرأيت في منامي تلك الليلة كأن القيامة قد قامت، والناس يجوزون على الصراط، فأردت الجواز فأمرت سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام بمنعي فمنعت، واستغثت فلم أجد لي مغيثا "، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله مقبلا " فاستغثت به وقلت: يا رسول الله، إني من أمتك وبنتك منعتني من الجواز.
فقال صلى الله عليه وآله: لم منعته؟
قالت: لأنه منع ابني رزقه.
فالتفت إلي وقال صلى الله عليه وآله: لم منعت ابنها رزقه.
قلت: لأنه شيعي المذهب، مبغض لأهل سنتك، متظاهر بسب أصحابك.
قال صلى الله عليه وآله: وما أدخلك بين ولدي وأصحابي؟
فانتبهت من نومي فزعا " مرعوبا "، فأخذت جميع المبلغ المودوع عندي وأضفت إليه من مالي مائة دينار، ومضيت بذلك كله إلى سيدي ومولاي مهنا ابن سنان، فقبلت يديه، فحمد الله عز وجل وشكره وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال لي: يا هذا، العجب منك، إني قد التمست منك بالأمس منه يسيرا " فأصررت بالمنع، والآن أتيتني بالجميع وزيادة عليه، إن هذا لشئ عجيب، ناشدتك هل رأيت في منامك جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وجدتي فاطمة الزهراء عليها السلام؟! فأمراك بدفعه إلي بعد أن منعاك من الجواز على الصراط؟
فقلت: نعم والله هكذا يا بن رسول الله.
فقال مهنا: لو لم ترهما لما أتيتني، ولو لم تأتني لشككت في صحة نسبي
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»