خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٣٤٠
في منامه وهو يقول له: يا فلان ويحك! قبلت في ولدي طاهر كلام الأعداء، وقطعت عنه صلتك وما كنت تبره به! لا تقطع صلتك عنه وبرك، اعطه جميع ما فاته منك يا اسطعت.
فانتبه من منامه فرحا " مسرورا " بهذا المنام، وتجهز للحج وأخذ معه المبلغ كما أمره النبي صلى الله عليه وآله، وكذا الهدايا، فلما حج وزار النبي صلى الله عليه وآله مضى إلى طاهر، ودخل عليه، وقبل يديه وقدميه، وجلس في المجلس مع السادة الأشراف والفضلاء والأعيان.
فقال طاهر له ابتداء: يا فلان، سمعت فينا كلام الأعداء، فرأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام فأمرك بايصال الستمائة دينار المنقطعة ثلاث سنين مع الهدايا، فلو لم يأمرك ما جئت بها، وقد عزلتها عن مالك من بلادك، ناشدتك هل كان ذلك كذلك؟
قال: هكذا القصة - والله - يا بن رسول الله، لم يعلم بذلك أحد إلا الله عز وجل.
قال: إن معي خبرك مش السنة الأولى ة والثانية، وفى الثالثة ضاق صدري فرأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وهو يقول لي: لا تغتم فإني أتيت فلان من قبلك، وأمرته أن. يعطيك ما فاتك، وأن لا يقطع عنك صلته ما استطاع، فحمدت الله عز وجل، وشكرته على نعمه وإحسانه، فلما رأيتك علمت ما جاء بك إلا ما رأيت في منامك.
فقام الخراساني ثانيا " وقبل يديه وقدميه، ملتمسا " منه أن يبرئ ذمته فيما صغى به لكلام ذلك العدو، وقد دفع إليه المال (1).
ابن أبي (2) الحسين يحيى النسابة، المتولد في المدينة سنة 214، المتوفى

(1) تحفة الأزهار: غير متوفر لدينا.
(2) اي طاهر ابن أبي الحسين.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»