أسبابها، من غير وكيل ولا مساعد يقوم بها، حتى أنه ما كان يعجبه تدبير أحد من أموره، ولا يقع على خاطره ترتيب مرتب لقصوره عما في ضميره، ومع ذلك كله فقد كان غالب الزمان في الخوف الموجب لإتلاف النفس، والتستر والاختفاء الذي لا يسع الانسان أن يفكر معه في مسألة من الضروريات البديهية، ولا يحسن أن يعلق شيئا " يقف عليه من بعده، وقد برز منه مع ذلك من التصنيفات، والأبحاث والكتابات والتحقيقات والتعليقات ما هو ناش عن فكر صاف، وغارف من بحار علم واف (1). إلى آخر ما ذكره.
ثم لما كان في سنة خمس وستين بعد التسعمائة وهو (رحمه الله) في سن أربع وخمسين، ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر، فذهب المحكوم عليه وذهب إلى قاضي صيدا - اسمه معروف، وكان الشيخ مشغولا " بتأليف شرح