خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
وقال أيضا " في ترجمة الشيخ الجليل نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي: ومن مؤلفات هذا الشيخ كتاب إيجاز المطالب في إبراز المذاهب، نسبه إليه السيد جلال الدين محمد بن غياث الدين محمد في تلخيص كتاب حديقة الشيعة للمولى أحمد الأردبيلي، وبنقل (1) عنه: إلى آخره وفيه قرينة أخرى على صحة النسبة كما لا يخفى.
فمن الغريب بعد ذلك كله ما في الروضات بعد نقل صحة النسبة عن المشايخ الأربعة المتقدمة: وقد نفاها بعضهم - ونقل ذلك عن سمينا المجلسي ولم يثبت عنه - لفقد الدليل عليها، ولكثرة نقله عن الضعاف التي لا أثر لها من الكتب المعتمدة، أو لوجود مضمون الكتاب بعينه في بعض كتب الشيعة الأعاجم المتقدمين - إلا قليلا " من ديباجته كما قيل - أو لبعد التأليف بهذا السوق واللسان من مثله، وفي مثل الغري السري العربي (2). انتهى.
قلت: أما النقل عن الضعاف فهو كلام صادر عمن لم ينظر إلى الكتاب، ولا عهد له بمؤلفات الأصحاب في هذا الباب، أو لا معرفة له بالسليم والسقيم، والضعيف والصحيح، فإنهم في مقام الرد على العامة والطعن على أئمتهم، ينقلون عن كتب المخالفين من صحاحهم وتفاسيرهم، وإن كان جميعها عندنا من أضعف الضعاف، وفي مقام ذكر الفضائل والمعاجز يتساهلون في طرقها، ويتسامحون في النقل والأسانيد، غير أنهم يلاحظون الكتب المنقولة فلا يخرجونهما إلا عن المعتبرة منها بالاعتماد على مؤلفها. ومن تأمل في الكتاب المذكور لا يرى فرقا بينه وبين ما تقدمه من مؤلفات العلامة وابن شهرآشوب وغير هما في هذا الباب. مع أن جل ما ينقل عنه مما نقله عنه بعده

(1) رياض العلماء 3: 216.
(2) روضات الجنات 1: 83.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»