وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٣٠ - الصفحة ٢٧٩
المتقدمين والمتأخرين بل النصوص عن الأئمة كثيرة في توثيق الرجال وتضعيفهم.
قلت: أما تضعيف الشيخ بعض الأحاديث بضعف راويه: فهو تضعيف غير حقيقي، لما تقدم.
وإنما هو تضعيف ظاهري، ومثله كثير من تعليلاته كما أشار إليه صاحب المنتقى في بعض مباحثه، حيث قال: والشيخ مطالب بدليل ما ذكره إن كان يريد بالتعليل حقيقته.
وعذره. وما ذكره في أول (التهذيب)، من رجوع بعض الشيعة عن التشيع بسبب اختلاف الحديث.
فهو كثرا ما يرجح بترجيحات العامة.
على أن الأقرب - هناك - أن مراده أنه ضعيف بالنسبة إلى قوة معارضه لا ضعيف في نفسه، فلا ينافي ثبوته.
ومما يوضح ذلك: أنه لا يذكره إلا في مقام التعارض، بل في بعض مواضع التعارض.
وأيضا: فإنه يقول: (هذا ضعيف، لأن راويه (فلان) ضعيف) ثم نراه يعمل برواية ذلك الراوي بعينه، بل، برواية من هو أضعف منه، في مواضع لا تحصى.
وكثيرا ما يضعف الحديث بأنه مرسل ثم يستدل بالحديث المرسل.
بل: كثيرا ما يعمل بالمراسيل وبرواية الضعفاء، ويرد المسند، ورواية الثقات، وهو صريح في المعنى الذي قلناه.
على أن فعل غير المعصوم ليس بحجة.
وأما البحث عن أحوال الرجال: فلا يدل على الاصطلاح الجديد،
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 283 284 285 ... » »»
الفهرست