وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٣٠ - الصفحة ٢١٦
انتهى (1).
ومعلوم أن حال كتب المتقدمين كانت في زمان مؤلفي الكتب الأربعة كذلك بل كانت أوضح وأوثق من ذلك.
وقد ذكر الشهيد في (الذكرى) - مما يدل على وجوب اتباع مذهب الإمامية - وجوها كثيرة، منها: اتفاق الأمة على طهارة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وشرف أصولهم وظهور عدالتهم مع تواتر الشيعة إليهم، والنقل عنهم بما لا سبيل إلى إنكاره.
حتى أن أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، كتب من أجوبة مسائله أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف ودون - من رجاله المعروفين - أربعة آلاف رجل من أهل العراق والحجاز وخراسان والشام.
وكذلك عن مولينا الباقر عليه السلام.
ورجال باقي الأئمة عليهم السلام معروفون مشهورون أولو مصنفات مشهورة، وقد ذكر كثيرا منهم العامة في رجالهم.
وبالجملة: إسناد النقل والنقلة عنهم عليهم السلام يزيد - أضعافا كثيرة - عن النقلة عن كل واحد من رؤساء العامة.
فالإنصاف يقتضي الجزم بنسبة ما نقل عنهم إليهم.
وحينئذ فنقول: الجمع بين عدالتهم وثبوت هذا النقل عنهم مع بطلانه مما يأباه العقل ويبطله الاعتبار بالضرورة.
إلى أن قال: وكتاب (الكافي) لأبي جعفر الكليني - وحده يزيد

(1) معالم الدين في الأصول (ص 213).
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 221 222 ... » »»
الفهرست