شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٣٥١
الأرض وجب أن يكون هناك منزل إليه وهو إما حاكم الجور أو حاكم العدل والأول باطل لأن الجائر معزول عن الحكم بالضرورة ولقوله تعالى: (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت) أي التابع للهوى النفسانية والوساوس الشيطانية فهو لا يصلح أن يكون وليا للمؤمنين وموردا للملائكة ومتكفلا لأمر الخلق بالأمر والنهي فتعين الثاني وهو المطلوب.
قوله (هو من الملائكة والروح) الضمير راجع إلى الأمر الحكيم أي الأمر المحكم المتقن المتضمن للحكم والمصالح. والجملة خبر بمعنى الاستفهام.
قوله (وأهل الأرض أحوج الخلق) الواو إما للعطف على قوله من سماء أو للحال.
قوله (فإن قالوا فإن الخليفة هو حكمهم) الحكم بالتحريك هو الحاكم والمراد بالخليفة سلطان العصر وخلفاء الجور، وهذا القول مشعر بأن أهل الخلاف أيضا قائلون باستمرار حكم ليلة القدر وقد صرح به جماعة من علمائهم وادعوا الإجماع عليه فما ذكروه أولا من أن الله تعالى لا يرسل إلا إلى نبي كان مكابرة.
قوله (فقل الله ولي الذين آمنوا) ملخص الجواب أن ولي المؤمنين وجب أن يكون متصفا بإخراجهم من ظلمات الجهل إلى العلم وولي الكافرين والفاسقين عكس ذلك فكيف يكون ولي الكافرين والفاسقين ولي المؤمنين وتنزل إليه الملائكة وتجعله واليا لأمرهم ونهيهم.
قوله (ومن خذل لم يصب) فكيف يجعل من يخطأ ولا يصيب وليا للمؤمنين.
قوله (كما أن الأمر لابد) دفع بذلك توهم أن الملائكة تنزل لا إلى أحد.
قوله (قولوا ما أحببتم) دل على أن قولهم لا نعرف هذا محض المحبة النفسانية والهوى الشيطانية من غير أن يكون له أصل يستند إليه ومأخذ يعتمد عليه.
قوله (أبى الله أن يترك بعد محمد العباد ولا حجة عليهم) وإنما أبى ذلك لئلا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة ولئلا يبطل الغرض من إيجادهم، وحجته تعالى عليهم يجب أن يكون من أهل العصمة والطهارة ليتم الوثوق بقوله وفعله وأمره ونهيه ووعده ووعيده.
قوله (ثم وقف) لعل المراد بالوقوف القيام لتعظيمه (عليه السلام) ورعاية الأدب والغامض من الكلام خلاف الواضح وهذا اعتراض على قوله (عليه السلام) «أبى الله أن يترك بعد محمد العباد ولا حجة عليهم» فكأنه قال: هذا حق ولكن الحجة هو القرآن فلا يتم المطلوب.
قوله (فال إذن أقول) حاصله: أن القرآن ليس بحجة إلا بناطق مؤيد يعلم ظاهر القرآن وباطنه وباطن باطنه ويتمر وينهى بالحق ولذلك ترى كل واحدة من الفرق المختلفة يتمسك بالقرآن وتخاصم به الاخرى وتحمله على المقاصد الباطلة فعلم من ذلك أن القرآن ليس بحجة مستقلة.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354