شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٢٩٧
مكتومة فأوحاها جل شأنه إلى نبيه وألقاها النبى (صلى الله عليه وآله) إلى أوصيائه (عليهم السلام) ووضعها عندهم.
قوله: (ونحن وديعة الله في عباده) الوديعة: ما تدفعه من المال إلى أحد ليصونه ويحفظه وهم (عليهم السلام) وديعة الله تعالى في عباده على سبيل التشبيه فيجب على العباد حفظهم ورعايتهم وعدم التقصير في حقهم كما يجب ذلك على المستودع وكما أن المستودع يستحق العقوبة والمؤاخذة والاعتراض بالتقصير في الوديعة كذلك العباد يستحقونها بالتقصير في حقهم.
قوله (ونحن حرم الله الأكبر) مادة هذا اللفظ في جميع عباراته تدل على المنع مثل الحرام والتحريم والإحرام والحرمة والحريم والحرم والمحروم وغيرها، وكل ما جعل الله تعالى له حرمة لا يحل إنتهاكه ومنع من كسر تعظيمه وعزه وزجر عن فعله وتركه كأولياء الله وملائكة الله ومكة الله ودين الله وغير ذلك فهو حرم الله الذي وجب على الخلق تعظيمه وعدم هتك عزته وحرمته الأكبر والأشرف والأعظم من الجميع هم الأئمة القائمون مقام النبي كما أن النبي (صلى الله عليه وآله) أكبر من الجميع.
قوله (ونحن ذمة الله) الذمة والذمام بمعنى العهد والضمان والأمان والحرمة والحق، وهم (عليهم السلام) حق الله الذي وجب رعايته على عباده وحرمته التي لا يجوز انتهاكها، وأمانه في عباده وعده عليهم إذ أخذ الله تعالى عهدا من العباد بحفظهم وكالتهم.
قوله (ونحن عهد الله) الذي أمر بالوفاء به ووعد بالثواب عليه بقوله (أوفوا بعهدي أوف بعدكم) والمراد بالعهد: عقد الإمامة لهم في الميثاق أو عقد الربوبية والحمل حينئذ للمبالغة حيث أن قبولهم مستلزم لقبوله وردهم مستلزم لرده فكأنهم نفسه.
قوله (ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده) لم يجئ في المغرب والنهاية والصحاح أن الخفر والتخفير بمعنى نقض الذمة والعهد وإنما جاء فيها أن الإخفار بمعناه وأن الخفر بمعنى الوفاء بها، قال في المغرب: خفر بالعهد: وفي به خفارة من باب ضرب وأخفره نقضه إخفارا والهمزة للسلب.
وقال في النهاية: خفرت الرجل اجرته وحفظته، وخفرته إذا كنت له خفيرا أي حاميا وكفيلا وتخفرت به: إذا استجرت به، والخفارة بالكسر والضم: الذمام، وأخفرت إذا نقضت عهده وذمامه والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته كأشكيته إذا أزلت شكايته. وقال في الصحاح مثل هذا: ولعل المعنى: من وفى بذمتنا فقد وفى بذمة الله فهذا متعلق بقوله نحن ذمة الله.
وقوله: «فمن وفى بعهدنا» متعلق بقوله «نحن عهد الله» وقد عرفت من تفسير هذين القولين أن الذمة والعهد متغايران هنا وإنما قلنا: لعل لأنه نقل عن القاموس ولم يكن موجودا عندي أنه يقال:
خفر بعهده خفرا وخفورا نقضه وغدره كأخفره. ولو صح هذا النقل فالمعنى من نقض ذمتنا فقد نقض ذمة الله وعهده.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354