من أشرق وجهه بسجال (1) عطيتك، وأقرب الأنبياء زلفة يوم القيامة عندك، وأوفرهم حظا من رضوانك، وأكثر هم صفوف أمة في جنانك، كما لم يسجد للأحجار ولم يعتكف للأشجار، ولم يستحل السباء (2) *، ولم يشرب الدماء، اللهم خرجنا إليك حين فاجأتنا المضائق الوعرة، وألجأتنا المحابس العسرة وعضتنا علائق الشين، تأثلت (3) علينا لواحق المين، واعتكرت علينا حدابير (4) السنين، واخلقتنا مخائل الجود، واستظمأنا لصوارخ القود، (5) فكنت رجاء المبتئس والثقة للملتمس، ندعوك حين قنط الامام ومنع الغمام وهلك السوام، يا حي يا قيوم عدد الشجر والنجوم والملائكة الصفوف والعنان المكفوف (6) وان لا تردنا خائبين ولا تؤاخذنا بأعمالنا ولا تحاصنا بذنوبنا وانشر علينا رحمتك بالسحاب المنساق والنبات المونق وامنن على عبادك بتنويع الثمرة وأحيي بلادك ببلوغ الزهرة واشهد ملائكتك الكرام السفرة سقيا منك نافعة دائمة غزرها واسعا درها سحابا وابلا سريعا عاجلا، تحيي به ما قد مات وترد به ما قد فات وتخرج به ما هو آت، اللهم اسقنا غيثا ممرعا طبقا مجلجلا (7) متتابعا خفوقه (8) منبجسة بروقه مرتجسه هموعه (9) وسيبه مستدر وصوبه
(١٥٢)