في الآخرة حساب الأغنياء. وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة وهو غدا جيفة. وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله. وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت. وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى. وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء (1).
وقال عليه السلام: من قصر في العمل ابتلى بالهم، ولا حاجة لله فيمن ليس لله في نفسه وماله نصيب (2).
وقال عليه السلام: لسلمان الفارسي رحمة الله عليه، إن مثل الدنيا مثل الحية لين مسها قاتل سمها، فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، فإن المرء العاقل كلما صار فيها إلى سرور أشخصته منها إلى مكروه، ودع عنك همومها إن أيقنت بفراقها (3).
وقال عليه السلام: توقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره، فإنه يفعل بالأبدان كفعله في الأشجار أوله يحرق وآخره يورق (4).
وقال عليه السلام: عظم الخالق عندك، يصغر المخلوق في عينك (5).
وقال عليه السلام: ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله، لبغي، والنكث، والمكر، قال الله تعالى: (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم) (6) وقال تعالى: (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (7) وقال تعالى:
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) (8).