لتلك الأبواب من أقفال؟ فقال عليه السلام: نعم يا أسقف، أقفالها الشرك بالله قال الأسقف: صدقت يا فتى.
فما مفتاح تلك الأقفال؟ فقال عليه السلام: شهادة أن لا إله إلا الله، لا يحجبها شئ دون العرش فقال: صدقت يا فتى.
ثم قال الأسقف يا عمر: أخبرني عن أول دم وقع على وجه الأرض أي دم كان؟ فقال: سل الفتى: فقال عليه السلام: أنا أجيبك، يا أسقف نجران، أما نحن فلا نقول كما تقولون أنه دم ابن آدم الذي قتله أخوه ليس هو كما قلتم، ولكن أول دم وقع على وجه الأرض مشيمة حواء حين ولدت قابيل بن آدم، قال الأسقف صدقت يا فتى.
ثم قال الأسقف: بقيت مسألة واحدة أخبرني أنت يا عمر أين الله تعالى؟
قال: فغضب عمر، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا أجيبك وسل عما شئت، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم، أتاه ملك فسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: من أين أرسلت؟ قال: من سبع سماوات من عند ربي، ثم أتاه ملك آخر فسلم فقال له رسول الله: من أين أرسلت؟ فقال: من سبع أرضين من عند ربي، ثم أتاه ملك آخر فسلم فقال له رسول الله: من أين أرسلت؟ قال: من مشرق الشمس من عند ربي، ثم أتاه ملك آخر فقال له رسول الله: من أين أرسلت؟ فقال: من مغرب الشمس من عند ربي، فالله هاهنا، و هاهنا، وهاهنا، في السماء إله، وفي الأرض إله، وهو الحكيم العليم.
قال أبو جعفر: معناه من ملكوت ربي في كل مكان، ولا يعزب عن علمه شئ تبارك وتعالى (1).