بسم الله الرحمن الرحيم ألف الشيخ الصدوق هذا الكتاب، معتمدا المنهج الكلامي المعروف عند أهل الحديث وهو الاعتقاد في معرفة أصول الدين على النصوص الواردة، من كتاب وحديث ومفسرا لها حسب ما ورد من تفسيره عن أهل البيت - عليهم السلام - باعتبارهم معادن الحكمة والعلم ومخازن المعرفة.
وبما أن المنهج الكلامي المتبع لدي جمهور الشيعة هو المنهج الذي يقول إن أصول الدين ومسائل العقيدة لا بد أن يتوصل الإنسان إليها بنفسه وبالاستعانة بعقله الذي هو رسول باطن لديه، وإن استرشد إلى ذلك بطريق أهل البيت - عليهم السلام - والعلماء بحديثهم فلا بأس، أما أن يتقيد في ذلك بالنصوص، ولا يتعداها، أو يعتمد على ما ضعف ووهن منها، أو يقلد من يقول فيها برأي، اعتمادا على الطن، فلا.
وبما أن الشيخ المفيد يعتمد المنهج الثاني، فهو قد تصدي للشيخ الصدوق في كتاب الاعتقادات، بالنقد والرد في كتاب (تصحيح الاعتقادات).