ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٨٢
وقال مهنئا العلامة الكبير السيد مهدي القزويني بمناسبة قران ولده العلامة السيد محمد:
طلعت كبدر دجى تزف سلافها * يا حي طلعتها وحي زفافها بيضاء ناعمة الشبيبة أقبلت * تثني بنشوة دلها أعطافها تطأ الحرير ولو تطيق ذوو الهوى * فرشت لها فوق الحرير شغافها يهنيك أن العامرية عن هوى * ألفت حماك ونافرت ألافها طرقتك زائرة بأسعد ليلة * قد كاد يرفع نورها أسدافها وجلت بأنمل فضة ذهبية * خضبت بلون مدامها أطرافها فاشرب على الورد الندي بخدها * صهباء مقلتها تدير سلافها وتمل عيشك ناعما بغريرة * كالريم أرهف خصرها إرهافها وبمسقط العلمين شائقة الهوى * ضربوا على مثل المهاة سجافها ثعلية لكن لها من حاجب * قوس غدا أهل الهوى أهدافها نشأت مع الأرام إلا أنها * لا شيحها ترعى ولا خذرافها وبذي الأراكة ربعها لك جنة * غيد الظباء تفيأت ألفافها ألفته فارتبعت بأطيب ملعب * منه وكان لطيبه مصطافها أرجت برياه رباه وقد مشت * عطرى البرود فضوعت أخيافها يا ربع شوقي هل تضيف حشاشة * نزلت ظباك (258) بربعها فأضافها ديست بأخفاف المطي لأنها * شوقا إليك تقدمت أخفافها حيتك من نور الثريا حفل * حلبت عليك يد الصبا أخلافها من كل صادقة المخيلة حلقت * من نحو نجد واغتديت مطافها طارت بأجنحة النسيم وأقبلت * تحدو الرعود ثقالها وخفافها قد حللت كف البروق نطاقها * فغدت تريق بصقوتيك نطافها نثرت عليك عشية برد الحيا * نثر اللئالئ فارقت أصدافها أمشببا بالغيد زدني مازجا * في وسف مجلس أنسنا أوصافها هو تحفة الدنيا لنا قد أحسنت * فيه بريحان الهوى إتحافها قد بت أقطف من حديقة زهره * أزهار بشر ما ألذ قطافها ونديمتي هيفاء وشح خصره * بمذهب شغفت به وصافها جلت المدام لنا فقلت لصاحبي * منحتك ساقية الطلى أسعافها وشدت وقد أرخت ثلاث ذوائب * بيد الدلال فأطربت ألافها ودعوت يا بشراك إن ليالي * التشريق تلك فبادر استينافها وصدقتك البشرى فعرس محمد * عيد على الدنيا أدار سلافها ضحكت بها الدنيا سرورا واكتست * للزهو من حبراتها أفوافها فاليوم قرت عين هاشم في الثرى * وسقته أنواء السرور نطافها وسرت إلى أبناء عبد منافها * نفحات بشر أطربت مستافها وصلتهم البشرى بعرس مهذب * أحيت مآثر جده أسلافها ينميه من مهدي آل محمد * هذا الذي نعشت يداه ضعافها ورث الإمامة (259) علمها وصلاحها * وسماحها وإباءها وعفافها يتدارس الملا المقدس عنده * حكما بهرن من الورى عرافها رب القدور الراسيات مواثلا * كالبرك أرحب مالئا أجوافها هدارة تحت الدجى فكأنما * تدعو بحي على القرى أضيافها ولو أن يأجوجا ومأجوجا أتت * مغناه تلتمس القرى لأضافها يا من مكارم شيبة الحمد انتهت * إرثا إليه وزادها إضعافها علمت قريش أن قومك خيرها * كرما وإن منعتهم إنصافها فإذا قريش في المكارم طاولت * غلبت بطول المطعمين عجافها بالراحلين بها وقد أخذوا لها * عهد الأمان وسل بهم إيلافها بالمنشقين أنوفها عزف العلى * والمرغمين على الهدى آنافها من أعتقوها في المحول وأرهنوا * في السبق حتى استعبدوا أشرافها فبكم أعز المؤمنين إلهمها * وكفى بواحد جمعكم آلافها واليوم إن شكت الشريعة قرحة * فسواك ليس بمدمل إقرافها ما أيقنت ببقاء مهجتها لها * حتى دعاك الله قم فتلافها فمنعت حوزتها وصنت حريمها * وحميت بيضتها وحطت سجافها يا بن النبي وتلك أشرف دعوة * طربا تهز لها العلى أعطافها أنت الذي ارتضع النبوة درها * وله الإمامة مهدت أكنافها من حل دارك ظن تربة قدسها * كافورة خلدية فاستافها ونعم هي الفردوس إلا أنها * رضوان بشرك خازن إلطافها هي باحة الشرف المقدسة التي * ولدت بها منك العلى أشرافها ولدتهم علماء يكشف هديهم * عن ذي القلوب الغافلات غلافها شفوا طباعا لا تميل مع الهوى * من حيث طهر ربها شفافها فإذا بجعفرها ارتفدت وجدته * فراج كل عظيمة كشافها قمر توسط دارة فلكية * جمع الكمال على النهى أطرافها لولا اكتساب الحاسدين بنعله * شرفا لقال المجد طاء آنافها حيث التفت وجدت ألسنة الثنا * والمدح تعلن في علاه هتافها وسع الورى حلما وأدب جهلها * غضبا فآمن خوفها وأخافها وكفى بني الامل السؤال وطالما * ملت بساحة غيره إلحافها هو سيد الكرماء إن ذكر السخا * وأخو المكارم إن غدوا أحلافها زعم الأنام بنانه أم الحيا * كذبوا وإن رضع الحيا أخلافها لاقلت أنمله ضروع غمامة * ومن الغمائم كم ذممت جفافها وحمدت أنمله لان لها الندى * طبع تنيلك دائما إسعافها قد قلت للبخلاء مذعقر والندى * وبنو المكارم (260) حرمت إيجافها كونوا ثمود فان جعفر صالح * للوفد يغمر بالندى معتافها هذا أبو الهادي الذي لو جاورت * يده الغيوم لبخلت وكافها بين الإمامة والنبوة رتبة * بعلى السيادة قد علا (261) أعرافها تقف الملائك دون نور جلالها * خضعا فتكثر نحوه استشرافها آباؤه حمت الشريعة في ضبا * لم يعد حاسم رأيه أوصافها فكأن من أسيافها آراؤه * وكأن من آرائه أسيافها رأي يرد على الزمان سهامه * حتى تبيت صروفه أهدافها جذلان يبسط راحة لم يعقد الا * مساك لمحة ناظر أطرافها ماذا حواسدها تقول وقد رأت * في المكرمات لوفرها اتلافها أتقول مسرفة بلى هي تقتفي * بالجود في إسرافها أسلافها وكأنما فمه حوى نضناضة * للخصم ينفث في حشاه ذعافها هو في لسان المكرمات محمد * ومحمد هو جامع أصنافها مولى خلائقه حلت فلو أنها * في الكأس تسكب أسكرت رشافها هو والحسين بمجده قمرا علا * كل عن الدنيا جلا أسدافها سقيت رياض كماله ماء النهى * فبهرن في أزهارها قطافها فئة لها حسب تكافا في العلى * طرفاه قد وطأ معا أكتافها فلكم بني الوحي الرسالة (262) في الورى * وعليكم مد الاله طرافها إن تفضلوا شرفا ملائكة السما * فالله أخدم جدكم أشرافها لو لم يجئ في الذكر وصف علاكم * تالله ما عرف الورى أوصافها ولكل آن في الأنام إذا التوت * منكم إمام هدى يقيم ثقافها وامام هذا العصر قام أبوكم * فيها فراض برفقه اعسافها لم تختلف علماؤها في مشكل * إلا ورد إلى الصواب خلافها يا بن الألى ركبوا سوابق من علا * عقدوا بناصية السهى أعرافها وابن الذين إذا الجياد حملنهم * لوغى وقوا بصدورها أردافها خذها كما اقترح الوفا مزفوفة * بجميل ذكرك تستطيب زفافها تهدي التهاني جهدها ومن الحيا * تبدي رجاء قبولك استعطافها أنت الذي زهرت مناقب مجده * بين النجوم وأشرفت إشرافها نضت الشريعة من لسانك مرهفا * فمخيفها بالأمس هاهو خافها ورأت بنائلك الوفود غناءها * من كل من طلبت لديه كفافها فإذا لغيرك ذم موجفئها السرى * حمدت إليك بنو السرى ايجافها فخلدت في الدنيا بعلمك في الورى * ونداك يملا صحفها وصحافها

258 وفي نسخة: ضباك.
259 وفي نسخة: الأئمة.
260 وفي نسخة: الركائب.
261 وفي نسخة: رقى.
262 وفي نسخة: الرئاسة.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»