الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٠٧
الحشيشية فلت عزمهم وكدرت شربهم.. ".
إلى آخر ما جاء في الرسالة.
وعندما نشر الدكتور جمال الدين الشيال هذه الرسالة في (مجموعة الوثائق الفاطمية، أرتأي تفسيرا معقولا لكلمة (الحشيشية). فالدكتور الشيال ليس من المؤرخين المخرجين التاريخ عن رسالته، والمسخرين له لأهوائهم وأغراضهم، بل هو مؤرخ متحر للحقيقة وحدها، لذلك لم ينصرف ذهنه إلى أن المقصود من كلمة (حشيشية) هو اتهام المطلقة عليهم باستعمال الحشيش المخدر، لأن هذا لا يقوله أي منصف، لذلك فسرها بأن من أطلقها على الإسماعيليين النزاريين أن يقصد بذلك أن هم (يخرفون) كما (يخرف) مستعل الحشيشة، أي أن كلامهم غير منطقي.
وإذا كنا لم نطلع على نصوص خاصة بردود النزاريين، فإننا اطلعنا على نصوص وردت خلال ردود المستعلية عليهم، ويبدو مما ورد على الرسالة التي وصفت النزاريين بالحشيشية أن الذي ورد هو النص الكامل للرد النزاري إذ جاء فيها ما يلي: " (صل كتاب من الدعاء المستخدمين في دمشق مشتملا على فصل هذا نصه: لما كان يوم الخميس السابع والعشرين من ذي الحجة بعد الفراغ من قراءة المجلس الشريف على المستجيبين للدعوة الهادية - كثرهم الله - ورد على المملوك رجل من القوم الماكرين لم تجر له بذلك عاد، وصحبه أحد المستجيبين للدعوة الهادية، فجلسنا هنيها، وأخرج الرجل من كمه نسخة الهداية الواردة من المقام الأشرف، وأن تلك النسخة كانت عند المستجيب، وخص ذلك الرجل بسماعه إياها، وإن الرجل لما وقف على مضمونها اشتبه عليه أمره وضاق بها ذرعا، وحملته تلك الحال إلى أن مضى بتلك النسخة إلى طاغوته فطلب جوابها وخلاص مشكلاتها، فأجابه على ذلك في أواخر الهداية إذ كان البياض يسع الجواب، بهذه الفصول ".
ثم يلي ذلك رد النزاريين على (الهداية، ويبدو جليا أن الرد كان على إيجازه إذ لم يتجاوز الصفحة الواحدة من كتاب (مجموعة الوثائق الفاطمية)، كان
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»