عقائد الإمامية - الشيخ محمد رضا المظفر - الصفحة ٥٤
والعصمة: هي التنزه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها، وعن الخطأ والنسيان، وإن لم يمتنع عقلا على النبي أن يصدر منه ذلك بل يجب أن يكون منزها حتى عما ينافي المروة، كالتبذل بين الناس من أكل في الطريق أو ضحك عال، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام.
والدليل على وجوب العصمة: أنه لو جاز أن يفعل النبي المعصية أو يخطأ وينسى، وصدر منه شئ من هذا القبيل، فأما أن يجب اتباعه في فعله الصادر منه عصيانا أو خطأ أو لا يجب، فإن وجب اتباعه فقد جوزنا فعل المعاصي برخصة من الله تعالى بل أوجبنا ذلك، وهذا باطل بضرورة الدين العقل، وإن لم يجب اتباعه فذلك ينافي النبوة التي لا بد أن تقترن بوجوب الطاعة أبدا.
على أن كل شئ يقع منه من فعل أو قول فنحن نحتمل فيه المعصية أو الخطأ فلا يجب اتباعه في شئ من الأشياء فتذهب فائدة البعثة، بل يصبح النبي كسائر الناس ليس لكلامهم ولا لعملهم تلك القيامة العالية التي يعتمد عليها دائما. كما لا تبقى طاعة حتمية لأوامره ولا ثقة مطلقة بأقواله وأفعاله.
وهذا الدليل على العصمة يجري عينا في الإمام، لأن المفروض فيه أنه منصوب من الله تعالى لهداية البشر خليفة للنبي، على ما سيأتي في فصل الإمامة.
* * *
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ترجمة المؤلف 2
2 تقديم للدكتور حامد حفني داود 13
3 مقدمة الطبعة الثانية 27
4 مقدمة الطبعة الأولى 29
5 تمهيد 31
6 المقدمة في الاجتهاد والتقليد 1 - عقيدتنا في النظر والمعرفة 31
7 2 - عقيدتنا في التقليد بالفروع 32
8 3 - عقيدتنا في الاجتهاد 33
9 4 - عقيدتنا في المجتهد 34
10 الفصل الأول - الإلهيات 5 - عقيدتنا في الله تعالى 36
11 6 - عقيدتنا في التوحيد 37
12 7 - عقيدتنا في صفاته تعالى 38
13 8 - عقيدتنا بالعدل 40
14 9 - عقيدتنا في التكليف 42
15 10 - عقيدتنا في القضاء والقدر 43
16 11 - عقيدتنا في البداء 45
17 12 - عقيدتنا في أحكام الدين 46
18 الفصل الثاني - النبوة 13 - عقيدتنا في النبوة 48
19 14 - النبوة لطف 49
20 15 - عقيدتنا في معجزة الأنبياء 51
21 16 - عقيدتنا في عصمة الأنبياء 53
22 17 - عقيدتنا في صفات النبي 55
23 18 - عقيدتنا في الأنبياء وكتبهم 55
24 19 - عقيدتنا في الاسلام 56
25 20 - عقيدتنا في مشرع الاسلام 59
26 21 - عقيدتنا في القرآن الكريم 59
27 22 - طريقة اثبات الاسلام والشرايع السابقة 61
28 الفصل الثالث - الإمامة 23 - عقيدتنا في الإمامة 65
29 24 - عقيدتنا في عصمة الامام 67
30 25 - عقيدتنا في صفات الامام وعلمه 67
31 26 - عقيدتنا في طاعة الأئمة 69
32 27 - عقيدتنا في حب آل البيت 72
33 28 - عقيدتنا في الأئمة 73
34 29 - عقيدتنا في أن الإمامة بالنص 74
35 30 - عقيدتنا في عدد الأئمة 76
36 31 - عقيدتنا في المهدي 77
37 32 - عقيدتنا في الرجعة 80
38 33 - عقيدتنا في التقية 84
39 الفصل الرابع ما أدب به آل البيت شيعتهم تمهيد 88
40 34 - عقيدتنا في الدعاء 88
41 35 - أدعية الصحيفة السجادية 94
42 36 - عقيدتنا في زيارة القبور 101
43 37 - عقيدتنا في معنى التشيع 106
44 38 - عقيدتنا في الجور والظلم 110
45 39 - عقيدتنا في التعاون مع الظالمين 111
46 40 - عقيدتنا في الوظيفة في الدولة الظالمة 112
47 41 - عقيدتنا في الدعوة إلى الوحدة الاسلامية 115
48 42 - عقيدتنا في حق المسلم على المسلم 120
49 الفصل الخامس - المعاد 43 - عقيدتنا في البحث والمعاد 126
50 44 - عقيدتنا في المعاد الجسماني 126