من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٤٢
* الدروس المستفادة هنا:
1 - لابد من كل وسيلة أخلاقية لخلق الفضائل الأخلاقية، كحرية الفرد وإدخال السرور عليه مثلا.
2 - وجه الله هو الإخلاص في النوايا، فمن الواجب جعله في كل عمل صالح يقوم به الإنسان، وهكذا فالعمل الصالح بدون نية الإخلاص لله أجره محدود في الدنيا بلا آخرة، بينما الأجدر والأنفع هو أجر الآخرة.
3 - احترام الإنسان وحفظ كرامته ورفع شأنه وخاصة المرأة، من أهم الأعمال الأخلاقية في الإسلام، سيما إذا كانت المرأة في موقف أخلاقي وإنساني.
E / في الجود والمساعدة الإنسانية كان الإمام الحسين (عليه السلام) جالسا في مسجد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك بعد وفاة أخيه الحسن (عليه السلام)، وكان عبد الله بن الزبير جالسا في ناحية منه، كما كان عتبة بن أبي سفيان جالسا في ناحية أخرى منه، فجاء أعرابي على ناقة فعقلها ودخل المسجد فوقف على عتبة بن أبي سفيان فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال له الأعرابي:
إني قتلت ابن عم لي (خطئا)، وطولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئا؟.
فرفع عتبة إليه رأسه وقال لغلامه: إدفع إليه مائة درهم.
فقال له الأعرابي: ما أريد إلا الدية تامة.
فلم يعن به عتبة، فإنصرف الأعرابي آيسا منه، فالتقى بابن الزبير فعرض عليه قصته، فأمر له بمائتي درهم فردها عليه، وأقبل نحو الإمام الحسين (عليه السلام) فرفع إليه حاجته، فأمر له بعشرة آلاف درهم، وقال له: هذه لقضاء ديونك، وأمر له بعشرة آلاف درهم أخرى وقال له: هذه تلم بها شعثك وتحسن بها حالك، وتنفق بها على عيالك.
فاستولت على الأعرابي موجات من السرور واندفع يقول:
طربت وما هاج لي معبق * ولا لي مقام ولا معشق ولكن طربت لآل الرسو * ل فلذ لي الشعر والمنطق هم الأكرمون الأنجبون * نجوم السماء بهم تشرق
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»