مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٢٤
إن هذا الخبر الشريف صريح في أن نور الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء كالشمس المضيئة وأنوار الأئمة الأحد عشر من شعبة منها سلام الله عليها وهي مقام العلية وهو بالنسبة إليها معلول في البحار روى محمد بن بابويه مرفوعا إلى عبد الله المبارك عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أمير المؤمنين انه قال أن الله خلق نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل خلق المخلوقات كلها بأربعة مائة ألف سنة وأربعة وعشرين ألف سنة وخلق وخلق منه اثني عشر حجابا والمراد بالحجب الأئمة عليهم السلام عن محمد بن سنان قال كنت عند أبي جعفر الثاني فذكرت اختلاف الشيعة فقال ان الله لم يزل فردا منفردا في الوحدانية ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف ألف دهر ثم خلق الأشياء وأشهدهم خلقها وأجرى عليها طاعتهم وجعل فيهم منه ما شاء وفوض أمر الأشياء إليهم فهم قائمون مقامه ويحرمون ويحللون ما شاؤا ولا يفعلون إلا ما شاء الله فهذه الديانة التي من تقدمها غرق ومن تأخر عنها محق خذها يا محمد فأنها من مخزون العلم ومكنونه وعن أبي حمزة الثمالي قال سمعت علي بن الحسين يقول ان الله خلق محمدا وعليا والطيبين من نور عظمته وأقامهم أشباحا قبل المخلوقات ثم قال أتظن أن الله لم يخلق خلقا سواكم بلى والله لقد خلق الله ألف ألف آدم وألف ألف عالم وأنت والله في آخر تلك العوالم عن ابن عباس انه قال أمير المؤمنين اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله قال فقلت يا أمير المؤمنين كيف ينظر بنور الله عزوجل قال لأنا خلقنا من نور الله وخلق شيعتنا من شعاع نورنا فهم أصفياء أبرار أطهار متوسمون نورهم يضئ على من سواهم كالبدر في الليلة الظلماء وروى صفوان عن الصادق (ع) انه قال لما خلق الله الأرضين استوى على العرش فأمر نورين من نوره فطافا حول العرش سبعين مرة فقال عزوجل هذان نوران لي مطيعان فخلق الله من ذلك النور محمدا وعليا والأصفياء من ولده عليهم السلام وخلق من نورهم شيعتهم وخلق من نور شيعتهم ضوء الأبصار ومن ذلك ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري قال قلت لرسول الله أول شئ خلق الله تعالى ما هو فقال نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساما فخلق العرش من قسم والكرسي من قسم وحملة العرش من قسم وخزنة الكرسي من
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»