عصمتها وطهارتها بنص القرآن واجماع الشيعة لا سيما الفرقة المحققة الحقة الامامية فثبت فضبها على من عداها من نساء العالمين وذلك بحمد الله واضح لا يحتاج الى تفصيل أزيد من ذلك المقام الثاني في فضلها على جميع الأنبياء والمرسلين عدا أبيها سيد المرسلين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قال إن الله اصطفى أدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ولما قال أيضا سبحانه وتعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم عرفنا إن الذي ليس بالمثنى من هؤلاء إلا كرامة له ولا اصطفاء فدل على ان غير المتقي من آل إبراهيم وآل عمران ليس بالمصطفى ولا من المكرمين ولما كان التقوى كلما كانت اقوى وأكثر كانت الكرامة أعظم وأقرب وأشد كما قال عز من قائل فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى ولما كان آل إبراهيم فيه محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين لأن ارادة الأولاد من الال هو القدر المتيقن وإن وقع الخلاف في غيرهم من الأقارب والأنساب وليس في الآية تقييد ولا تخصيص للال بالرجال دون النساء حتى يختص باصطفاء الرجال دونهن فيجب الحمل على العموم كما هو شأن حمل اللفظ على حقيقته إلا أن يدل دليل على عدمها تدل الآية الشريفة على أن آل إبراهيم كائنا كان ممن صدق عليه الاسم مطلقا من الرجال والنساء كلها قد اصطفاهم الله على الخلق بشرط التقوى والطهارة كما شرط سبحانه وتعالى في الآية المتقدم ذكرها ولما كانت مولاتنا الصديقة الطاهرة من أهل البيت الذين قد شهد الله سبحانه لهم بالطهارة وبذهاب الرجس مطلقا كانت في أعلى مراتب من العصمة والطهارة فساوت غيرها ممن هو في رتبتها من الأنبياء لو فرض نساويها معهم في العصمة والحال أنه ليس كذلك كما سنعلم فكان لها الاصطفاء على كافة الخلق غير الأنبياء ولما دلت الادلة القطعية على أم محمدا صلى الله عليه وآله أفضل الخلايق وأشرف الأنبياء وخاتمهم عند الفريقين الخاصة والعامة وتظاهرت الأخبار من الطرفين في ذلك بحيث لا تحتاج الى تجسيم دليل وكانت الصديقة الطاهرة صلوات الله عليها لها النسبة الحقيقية الذاتية معه صلى الله عليه وآله بحيث لم يتفق تلك
(١٣)