ادن لأحدثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حتى تقوم الساعة وقال عمار فرأيت أمير المؤمنين يرجع القهقري فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي فقال له ادن يا أبا الحسن فدنا فلما اطمأن به المجلس قال له تحدثني أم أحدثك قال الحديث منك أحسن يارسول الله فقال كأني بك وقد دخلت وقالت كيت وكيت فرجعت فقال علي (ع) نور فاطمة من نورنا فقال صلى الله عليه وآله وسلم أولا تعلم فسجد علي (ع) شكرا لله تعالى قال عمار فخرج أمير المؤمنين وخرجت بخروجه فولج على فاطمة وولجت معه فقالت كأنك رجعت إلى أبي فأخبرته بما قلته لك قال كان كذلك يا فاطمة فقلت اعلم يا أبا الحسن إن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت فلما دخل أبي الجنة أوحى الله إليه الهاما أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وادرها في لهواتك ففعل فأودعني الله سبحانه صلب أبي ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني وأنا من ذلك النور أعلم ماكان وما يكون وما لم يكن يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى جامع الأخبار ابن المتوكل عن الحميري عن ابن يزيد عن ابن فضال عن عبد الرحمن بن الحجاج عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله عن آبائه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلق نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء فقال بعض الناس يا نبي الله فليست هي انسية فقال صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة حوراء انسية قالوا يا نبي الله وكيف هي حوراء انسية قال خلقها الله عزوجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الله عزوجل آدم عرضت على آدم قيل يا نبي الله وأين كانت فاطمة قال كانت في حقة تحت ساق العرش قال يا نبي الله فما كان طعامها قال التسبيح والتقديس والتهليل والتمجيد فلما خلق الله عزوجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله عزوجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل فقال لي السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد قلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته حبيبي جبرئيل فقال يا محمد إن ربك يقرؤك السلام قلت منه السلام وإليه يعود السلام
(١٩)