عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٥٢
ومنها، حديث دخول القوات المغربية إلى مصر، ويذكر المؤلفون هذه العلامة عادة في علامات طهور المهدي عليه السلام. والمقصود بالمغرب فيها وفي الروايات الأخرى مغرب البلاد الاسلامية، الذي يشمل دولة المغرب والجزائر وليبيا وتونس. ولكني تتبعت رواياتها إلى حد ما فلم أجد رواية واضحة الدلالة على ذلك، بل وجدت العديد منها ينطبق على دخول قوات المغاربة إلى مصر في الثورة الفاطمية. ووجدت رواية في كتاب غيبة الطوسي ص 278 الذي هو من أقدم المصادر وأوثقها، ولكنها تذكر أهل الغرب وليس أهل المغرب. وكذلك نقلها عنه صاحب بحار الأنوار، وصاحب بشارة الاسلام، وقد اشتبه بعضهم غيرهما فنقلها " المغرب ".
وتحدد هذه الرواية وقت دخول أهل الغرب إلى مصر بأنه قبيل خروج السفياني في دمشق، وهي فقرة من رواية طويلة عن عمار بن ياسر رحمه الله قال " إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان. ولها إمارات. ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني " ولا يبعد أن تكون رواية الطوسي المتوفى سنة 460 قد سره، هي الأصل لما نقله المتأخرون عنه، وأنه وقع تصحيف الغرب بالمغرب.
ولابد أن يكون دخول هذه القوات الغربية كما نرجح، أو المغربية، على أثر حدث يقع في مصر يستوجب تحركها. ويبدو أنها قوات معادية للاسلام وللمصريين وأنها تحاول دخول مصر فإذا تمكنت من دخولها كان ذلك علامة على خروج السفياني في دمشق، وسيطرته على بلاد الشام. وبما أن السفياني يخرج قبل ظهور المهدي عليه السلام ببضعة أشهر، فيكون مجئ هذه القوات في سنة الظهور أو نحوها.
وقد ذكرت بعض الروايات أن السفياني يقاتل أهل مصر ويدخلها ويرتكب فيها الجرائم أربعة أشهر. والأرجح أنها من روايات المبالغة في أمر
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»