الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٠٥
وروي أنه دخل بها يوم السبت لست خلون من ذي الحجة (1). والله أعلم وقال الضحاك بن مزاحم: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول:
أتاني أبو بكر وعمر فقالا: لو أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكرت له فاطمة.
قال: فأتيته، فلما رآني ضحك، ثم قال: ما جاء بك يا علي [غير] حاجتك.
قال: فذكرت له قرابتي وقدمي في الاسلام ونصرتي له وجهادي. فقال:
يا علي صدقت وأنت أفضل مما تذكر. فقلت: يا رسول الله فاطمة تزوجنيها فقال: يا علي إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك. فدخل عليها فقال: يا فاطمة. قالت: لبيك، حاجتك يا رسول الله. قال: إن علي بن أبي طالب ممن عرفت قرابته وفضله وإسلامه وإني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه وقد ذكر من أمرك شئ فما ترين؟
فسكتت ولم تول وجهها، ولم ير فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) كراهة.
فقام وهو يقول: الله أكبر سكوتها إقرارها. وأتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد زوجها من علي فإن الله قد رضيها له ورضيه لها.
قال علي (عليه السلام): فزوجني رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم أخذ بيدي فقال: قم باسم الله وقل:
على بركة الله وما شاء الله لا قوة إلا بالله توكلت على الله. ثم جاءني حتى أقعدني عندها (عليها السلام)، ثم قال: اللهم انهما أحب خلقك إلي فأحبهما، وبارك في ذريتهما، واجعل عليهما منك حافظا، وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم (2).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليهما السلام) دخل عليها وهي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟! فوالله لو كان في أهل بيتي خير منه زوجتك، وما أنا زوجتك ولكن الله زوجك وأصدق عنك الخمس وما دامت السماوات والأرض.
قال علي (عليه السلام): ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي قم فبع الدرع. فقمت فبعته

(١) مصباح المتهجد: ص 613.
(2) أمالي الطوسي: ص 39 ح 44 / 11 ط. مؤسسة البعثة.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»