فقال آخر من شجرة: أنا صميميت فقالوا: نسناس خذوه. قال: وبنو مهرة يصطادونها، ويأكلونها. قال: وكان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح (1)، سكنوا زنار أرض رمل كثيرة النخل، ويسمع فيها حس الجن حتى كثروا، فعصوا، فعاقبهم الله، فأهلكهم، وبقي منهم بقايا للعرب تقع عليهم. وللرجل والمرأة منهم يد أو رجل في شق واحد، يقال لهم:
النسناس.
قلت: هذا كقول بعضهم: ذهب الناس، وبقي النسناس. يشبهون الناس، وليسوا بناس. ولعل هؤلاء تولدوا من قردة وناس. فسبحان القادر.
وقد روي أن يحيى بن أكثم (2)، رئي في النوم، وأنه غفر له، وأدخل الجنة.
قال السراج (3) في " تاريخه ": مات بالربذة (4) منصرفه من الحج يوم الجمعة في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومئتين.
قال ابن أخته: بلغ ثلاثا وثمانين سنة.