التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٩٦
إلا بالإشارة أو نحوها * (يأجوج ومأجوج) * قبيلتان من بني آدم في خلقهم تشويه منهم مفرط الطول ومفرط القصر * (مفسدون في الأرض) * لفسادهم بالقتل والظلم وسائر وجوه الشر وقيل كانوا يأكلون بني آدم * (فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) * هذا استفهام في ضمنه عرض ورغبة والخرج الجباية ويقال فيه خراج وقد قرئ بهما فعرضوا عليه أن يجعلوا له أموالا ليقيم بها السد * (قال ما مكني فيه ربي خير) * أي ما بسط الله لي من الملك خير من خرجكم فلا حاجة لي به ولكن أعينوني بقوة الأبدان وعمل الأيدي * (ردما) * أي حاجزا حصيبا والردم أعظم من السد * (ساوى بين الصدفين) * أي بين الجبلين * (قال انفخوا) * يريد نفخ الكير أي أوقدوا النار على الحديد * (قطرا) * أي نحاسا مذابا وقيل هو الرصاص وروي أنه حفر الأساس حتى بلغ الماء ثم جعل البنيان من زبر الحديد حتى ملأ به ما بين الجبلين ثم افرغ عليه النحاس المذاب * (فما اسطاعوا أن يظهروه) * أصل اسطاعوا استطاعوا حذفت التاء تخفيفا والضمير في يظهروه للسد ومعنى يظهروه يعلوه ويصعدوا على ظهره فالمعنى أن يأجوج ومأجوج لا يقدرون أن يصعدوا على السد لارتفاعه ولا ينقبوه لقوته * (قال هذا رحمة من ربي) * القائل ذو القرنين وأشار إلى الردم * (فإذا جاء وعد ربي) * يعني القيامة جعله دكا أي مبسوطا مسوى بالأرض * (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) * الضمير في تركنا لله عز وجل ويومئذ يحتمل أن يريد به يوم القيامة لأنه قد تقدم ذكره فالضمير في قوله بعضهم على هذا لجميع الناس أو يريد بقوله يومئذ يوم كمال السد والضمير في قوله بعضهم على هذا ليأجوج ومأجوج والأول أرجح لقوله بعد ذلك ونفخ في الصور فيتصل الكلام ويموج عبارة عن اختلاطهم واضطرابهم * (ونفخ في الصور) * الصور هو القرن الذي ينفخ فيه يوم القيامة حسبما جاء في الحديث ينفخ فيه إسرافيل نفختين إحداهما للصعق والأخرى للقيام من القبور * (وعرضنا جهنم) * أي أظهرناها * (كانت أعينهم في غطاء) * عبارة عن عمي بصائرهم وقلوبهم وكذلك لا يستطيعون سمعا * (أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء) * يعني أنهم لا يكونون لهم أولياء كما حكى عنهم أنهم يقولون أنت ولينا من دونهم والعباد هنا من عبد مع الله ممن لا يريد ذلك كالملائكة وعيسى ابن مريم * (اعتدنا) * أي يسرنا * (نزلا) * ما ييسر للضيف والقادم عند نزوله والمعنى أن جهنم لهم بدل النزل كما أن الجنة نزل في قوله * (كانت لهم جنات الفردوس نزلا) * ويحتمل أن يكون النزل موضع النزول * (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) * الآية في كفار العرب كقوله كفروا بآيات ربهم
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 » »»