التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٩٣
لموسى والخضر وفي الحديث أنهما انطلقا ماشيين على سيف البحر حتى مرت بهما سفينة فعرفها الخضر فحمل فيها بغير نوال أي بغير أجرة * (خرقها) * روي أن الخضر أزال لوحين من ألواحها * (شيئا إمرا) * أي عظيما وقيل منكرا * (فانطلقا) * يعني بعد نزولهما من السفينة فمرا بغلمان يلعبون وفيهم غلام وضيء الصورة فاقتلع الخضر رأسه وقيل ذبحه وقيل أخذ صخرة فضرب بها رأسه والأول هو الصحيح لوروده في الحديث الصحيح وروي أن اسم الغلام جيسورا بالجيم وقيل بالحاء المهملة قال الزمخشري إن قلت لم قال خرقها بغير فاء وقال فقتله بالفاء والجواب أن خرقها جواب الشرط وقتله من جملة الشرط معطوف عليه والخبر قال أقتلت نفسا فإن قيل لم خولف بينهما فالجواب أن خرق السفينة لم يتعقب الركوب وقد تعقب القتل لقاء الغلام * (نفسا زكية) * قيل إنه كان لم يبلغ فمعنى زكية ليس له ذنب وقيل إنه كان بالغا ولكنه لم ير له الخضر ذنبا * (بغير نفس) * يقتضي أنه لو كان قد قتل نفسا لم يكن بقتله بأس على وجه القصاص وهذا يدل على أن الغلام كان بالغا فإن غير البالغ لا يقتل وإن قتل نفسا * (شيئا نكرا) * أي منكرا وهو أبلغ من قوله إمرا ويجوز ضم الكاف وإسكانها * (قال ألم أقل لك) * بزيادة لك فيه من الزجر والإغلاظ ما ليس في قوله أولا ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * (بعدها) * الضمير للقصة وإن لم يتقدم لها ذكر ولكن سياق الكلام يدل عليها * (قد بلغت من لدني عذرا) * أي قد أعذرت إلي فأنت معذور عندي وفي الحديث كانت الأولى من موسى نسيانا * (أتيا أهل قرية) * قيل هي أنطاكية وقيل برقة وقال أبو هريرة وغيره هي بالأندلس ويذكر أنها الجزيرة الخضراء وذلك على قول أن مجمع البحرين عند طنجة وسبتة * (استطعما أهلها) * أي طلبا منهم طعاما * (جدارا يريد أن ينقض) * أن يسقط وإسناده الإرادة إلى الجدار مجاز ومثل ذلك كثير في كلام العرب وحقيقته أنه قارب أن ينقض ووزن ينقض ينفعل وقيل يفعل بالتشديد كيحمر * (فأقامه) * قيل إنه هدمه ثم بناه وقيل مسحه بيده وأقامه فقام " لو شئت لتخذت عليه اجرا " أي قال موسى للخضر لو شئت لاتخذت عليه أجرا أي طعاما نأكله * (قال هذا فراق بيني وبينك) * إنما قال له هذا لأجل شرطه في قوله " إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني " على أن قوله * (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) * ليس بسؤال ولكن في ضمنه أمر بأخذ الأجرة عليه لأنهما كانا محتاجين إلى الطعام والبين هنا ليس بظرف وإنما معناه الوصلة والقرب وقال الزمخشري الأصل هذا فراق
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 » »»