المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٩٢
قوله عز وجل سورة الحشر 22 - 24 لما قال تعالى * (من خشية الله) * الحشر 21 جاء بالأوصاف التي توجب لمخلوقاته هذه الخشية و * (الغيب) * ما غاب عن المخلوقين و * (الشهادة) * ما شاهدوه وقال حرب المكي * (الغيب) * الآخرة * (والشهادة) * الدنيا وقرا جمهور الناس (القدوس) بضم القاف وهو فعول من تقدس إذا تطهر وحظيرة القدس الجنة لأنها طاهرة ومنه روح القدس ومنه الأرض المقدسة بيت المقدس وروي عن أبي ذر انه قرا (القدوس) بفتح القاف وهي لغة و * (السلام) * معناه الذي سلم من جوره وهذا اسم على حذف مضاف أي ذو * (السلام) * لأن الإيمان به وتوحيده وأفعاله هي لمن آمن سلام كلها و * (المؤمن) * اسم فاعل من آمن بمعنى آمن قال أحمد بن يحيى ثعلب معناه المصدق للمؤمنين في أنهم آمنوا قال النحاس أو في شهادتهم على الناس في القيامة وقال ناس من المتأولين معناه المصدق نفسه في أقواله الأزلية لا إله غيره و * (المهيمن) * معناه الأمين والحفيظ قاله ابن عباس وقال مؤرج * (المهيمن) * الشاهد بلغة قريش وهذا بناء لم يجيء منه في الصفات الا مهيمن ومسيطر ومبيقر ومبيطر جاء منه في الأسماء مجيمر وهو اسم واد ومديبر و * (العزيز) * الذي لا يغلب والقاهر الذي لا يقهر يقال عزيز إذا غلب برفع العين في المستقبل قال الله تعالى * (وعزني في الخطاب) * ص 23 أي غلبني وفي المثل من عز بز أي من غلب سلب و * (الجبار) * هو الذي لا يدانيه شيء ولا يلحق رتبه ومنه نخلة جبارة إذا لم تلحق وأنشد الزهراوي (أطافت به جيلان عند قطاعه * وردت اليه الماء حتى تجبرا) الطويل و * (المتكبر) * معناه الذي له التكبر حقا ثم نزه الله تعالى نفسه عن إشراك الكفار به الأصنام التي ليس لها شيء من هذه الصفات و * (البارئ) * بمعنى * (الخالق) * برأ الله الخلق أي أوجدهم و * (المصور) * هو الذي يوجد الصور وقرا علي بن أبي طالب (المصور) بنصب الواو والراء على إعمال * (البارئ) * به وهي حسنة يراد بها الجنس في الصور وقال قوم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه قرأ (المصور) بفتح الواو وكسر الراء على قولهم الحسن الوجه وقوله تعالى * (له الأسماء الحسنى) * أي ذات الحسن في معانيها القائمة بذاته لا إله إلا هو وهذه الأسماء هي التي حصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن بقوله لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة) وقد ذكرها الترمذي وغيره مسندة واختلف في بعضها ولم يصح فيها شيء الا إحصاؤها دون تعين وباقي الآية بين
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»