المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٥٤٠
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الناس قال ابن عباس وغيره هي مدنية وقال قتادة هي مكية قوله عز وجل سورة الناس 1 - 6 * (الوسواس) * اسم من أسماء الشيطان وهو أيضا ما توسوس به شهوات النفس وتسوله وذلك هو الهواء الذي نهي المرء عن اتباعه وامر بمعصيته والغضب الذي وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرحه وتركه حين قال له رجل أوصني فقال لا تغضب قال زدني قال لا تغضب وقوله * (الخناس) * معناه على عقبه المستتر أحيانا وذلك في الشيطان متمكن إذا ذكر العبد وتعوذ وتذكر فأبصر كما قال تعالى " إن الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " الأعراف 201 وإذا فرضنا ذلك في الشهوات والغضب ونحوه فهو يخنس بتذكير النفس اللوامة بلمة الملك وبأن الحياء يردع والايمان بردع بقوة فتخنس تلك العوارض المتحركة وتنقمع عند من أعين بتوفيق وقد اندرج هذان المعنيان من الوسواس في قوله تعالى " من الجنة والناس " أي من الشياطين ونفس الانسان ويظهر أيضا ان يكون قوله * (والناس) * يراد به من يوسوس بخدعه من البشر ويدعو إلى الباطل فهو في ذلك كالشيطان وكلهم قرأ * (الناس) * غير ممالة وروى الدوري عن الكسائي انه امال النون من * (الناس) * في حال الخفض ولا يميل في الرفع والنصب وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرا * (قل هو الله أحد) * الاخلاص 1 والمعوذتين ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده ففعل ذلك ثلاثا وقال قتادة رحمه الله ان من الناس شياطين ومن الجن شياطين فتعوذوا بالله من شياطين الإنس والجن
(٥٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540