التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٧٩
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتب ولا الأيمن ولكن جعلنه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صرط مستقيم 52 القمي: قال: وحي مشافهة، ووحي إلهام، وهو الذي يقع في القلب أو من وراء حجاب، كما كلم الله نبيه (صلى الله عليه وآله)، وكما كلم الله موسى من النار، " أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء " قال: وحي مشافهة يعني إلى الناس (1).
* (إنه على) *: عن صفات المخلوقين.
* (حكيم) *: يفعل ما تقتضيه حكمته.
* (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) *: أي أرسلناه إليك بالوحي.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة (عليهم السلام) من بعده (2).
وفي رواية: منذ أنزل الله ذلك الروح على محمد (صلى الله عليه وآله) ما صعد إلى السماء، وإنه لفينا (3).
* (ما كنت تدرى ما الكتب ولا الأيمن) *: أي قبل الوحي.
* (ولكن جعلنه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا) *: في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن العلم أهو شئ يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرأونه فتعلمون منه، قال: الأمر أعظم من ذلك وأوجب، أما سمعت قول الله عز وجل:
" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتب ولا الأيمن " ثم قال: أي شئ يقول أصحابكم في هذه الآية أيقرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان؟ فقلت:
لا أدري جعلت فداك ما يقولون، فقال لي: بلا، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتى بعث الله عز وجل الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم، وهي

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٧٩، س ٩.
٢ و ٣ - الكافي: ج ١، ص 273، ح 1 و 2، باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة (عليهم السلام).
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 383 384 385 ... » »»