كان مع أبي الحسين بن ثوابة في داره ببغداد في الجانب الشرقي بعسكر المهدي، فسألتهما عن ما علماه من امر الامام بعد أبي محمد فقالا لي: ان أبا الحسن (عليه السلام) كان في حياته إلى أبي جعفر محمد ابنه ومضى أبو جعفر في حياة أبي الحسن (عليه السلام) وعاش أبو الحسن بعده أربع سنين وعشرة اشهر وكان فارس بن ماهويه يدعي انه باب أبي جعفر فامر سيدنا أبو الحسن (عليه السلام) ثم وقعت الشبهة عند المقصرة والمرتابين من الشيعة وكان الامر والحق لأبي محمد (عليه السلام) وادعى جعفر انه باب أبي جعفر بعد فارس بن حاتم بن ماهويه وذلك من سيدنا أبي محمد (عليه السلام) وألقاه الرجلين قبلا ذلك عنه ودعيا الناس إليه فامر سيدنا بطلبهما فهربا إلى الكوفة وأقاما بها إلى أن مضى أبو محمد (عليه السلام).
قال الحسين بن حمدان: فقلت إلى الحسين بن ثوابة ولأبي عبد الله الشيخ النازل عليه: قد قصصتما علي هذه القصص فان قص غيركما علي قصصا فاترك قصصكم واقبل قصة ذلك ولكن عندي حجة أقولها، قالا:
هات ما عندك فقلت لهم هكذا قالت الميمونة ان أبا عبد الله الصادق أوصى إلى إسماعيل ابنه وقص عليه وخبر انه الامام بعده وقد علمتم وعلمنا وسائر الشيعة ان إسماعيل مضى في حياة أبيه جعفر الصادق (عليه السلام) وعاش الصادق بعده أربع سنين ومضى أبو عبد الله قالت:
الشيعة ان عبد الله بن جعفر الصادق جلس بمجلس أبيه وادعا الإمامة وهو مبطل وكانت الإمامة في ابنه موسى (عليه السلام) وإنما ادعى سمي عبد الله الأفطح لانح كان أفطح الرأس فهل عند كما قول وحجة تأتيان بها غير هذا الذي سمعته منكما قالا هذا عندنا في الظاهر قلت ما عندكما في الباطن فقالا جعفر هو الامام المفترض الطاعة الذي لا يسع الخلق الا معرفته فقلت لهما أليس قد رويتما ان أبا الحسن (عليه السلام) أشار إلى أبي جعفر انه الامام من بعده قالا بلى فقلت لهما قد كفرتما بروايتكما على أبي الحسن انه أشار إلى أبي جعفر انه الامام من بعده وقد مات أبو جعفر قبله في حياته