المشبه به لا يلزم أن يكون أعلى من المشبه أو مساويا بل قد يكون أدنى مثل قوله تعالى * (مثل نوره كمشكاة) * (النور: 35) وسبب وقوعه كون المشبه به مشهورا فهو من باب إلحاق غير المشهور بالمشهور ولا الناقص بالكامل. والواقع أن القدر الحاصل للنبي صلى الله عليه وسلم وآله أزيد مما حصل لغيره، والنكتة في تخصيص سيدنا إبراهيم دون غيره من الأنبياء إما سلامه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء دون غيره من الأنبياء أو لدعائه بقوله * (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم) * (البقرة: 129) أو لأنه سمانا المسلمين وسماه الله أبا للمسلمين، وحسن الختم ب " إنك حمد مجيد لأن الداعي يشرع له أن يختم دعاءه باسم من الأسماء الحسنى مناسب للمطلوب كما علم من الآيات والأحاديث والصلاة والتبريك عليه يشتمل على الحمد والمجد لاشتمالها على ثناء الله وتكريمه ورفع الذكر له فكان المصلي يطلب من الله أن يزيده في حمده ومجده فناسب أن يختم بهذين الاسمين. والحكمة في أن العبد يسأل الله تعالى أن يصلي ولا يصلي بنفسه مع أنه مأمور بالصلاة قصوره عن القيام بهذه الحق كما ينبغي، فالمراد من الصلاة في الآية سؤالها، فالمصلي في الحقيقة هو الله تعالى ونسبتها إلى العبد مجاز. وفي منية المصلي:
(٥٧٤)