الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٥٤٠
آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) * (13).
باب القول في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاء إلى الله قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: من دعى إلى الله فأجيب كان له مثل أجر كل من أجابه غير منتقص من أجر المحسنين، والدعاء إلى الله فأكبر الاعمال. وفي ذلك ما يقول ذو الجلال والاكرام:
* (أتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) * (14) والذكر لله هاهنا هو الدعاء إلى الله، وفي ذلك ما حدثني أبي عن أبيه أنه كأن يقول في قول الله سبحانه ولذكر الله أكبر قال: ذكر الله هاهنا هو الدعاء إلى الله.
قال يحيى بن الحسين رضي الله عنه: ويدخل مع ذلك من ذكر الله شغل القلب في التفكر في جلال الله وقدرته وعظمته وسلطانه، والذكر له بما ذكر به نفسه من توحيده وعدله وصدق وعده ووعيده. قال:
وبلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره أو تنتقل).
قال يحيى بن الحسين رضي الله عنه: يجب هذا الفرض على من أطاق التغيير، ومن لم يطق التغيير وجب عليه الهجرة لذلك الموضع الذي يعصى فيه الرحمان ويطاع فيه الشيطان إلى منكب من مناكب

(٥٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»
الفهرست