الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) * (7) ثم انتظرت أمر الله وأرصدت لذلك حتى يفتح الله ويأذن فيما طلبت من إحياء حقه إذن بعونه وتسديد وتوفيق لذلك وتأليف بين قلوب العباد الذين يرجى بهم إصلاح البلاد، أو نلقاه سبحانه على ذلك عازمين وبه متمسكين.
باب القول في التواضع والصبر والشكر قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: التواضع زين المؤمن ومن تواضع لله وللمسلمين رفعه الله وما أرض رويت فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج فعلا نبتها واخضر جنابها وأينع ثمرها وكثر ماؤها وعظم خيرها بأحسن عند المحتاج إليها من التواضع في الإمام العادل عند الله إذا كان تواضعه لله وفي الله، ومن تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وتجبر في أرض الله وضعه، ومن رفعه الله لم يتضع ومن وضعه الله لم يرتفه. قال: وأفضل القيام بنعم الله شكر الله، وأفضل الشكر الله الحمد لله والانتهاء إلى أمره والاجتهاد في طاعته، وليس الشكر باللسان دون الفعل. الشكر بالفعل واللسان، فمن شكر الله أطاعه ومن أطاعه فقد شكره.
قال يحيى بن الحسين رضي الله عنه: الصبر شعار المؤمنين وهو باب يغلب الفاسقين، وأكرم الصبر الصبر على طاعة الله والمداومة على مرضاته والصبر عن معاصيه والحمل للنفس على ما يرضيه، وأزين الصبر الصبر على مخالفة الهوى. والمثابرة على الزهد في الدنيا، وفي ذلك ما يقول العلي الاعلى: * (فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) * (8).