الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٥٣٩
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: التسويد هاهنا هو التكثير فمن كثر بنفسه أو بقوله أو أعان بماله على محق من آل رسول الله صلى الله عليه وآله جميعا فقد شرك في دمه ووتر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ابنه، وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا سخط بالسخط في ولده، وأرضى بالرضا فيهم من سائر الناس في أولادهم، وأن لهذه الأمة الضالة الحاملة ذنب المذنبين من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المحسن المطهر منهم الذي هو أسخط وأكره لفعل ذلك المسئ من سائر الناس لموقفا بين يدي الله يخاصمه فيه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحكم بالحق بينهم الله * (ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) * (*) ويح من فعل ذلك من هذه الأمة أما يسمع قول الله سبحانه حين يقول في ذلك ومن كان من الخلق كذلك * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * (10) ويقول سبحانه: * (وكل إنسان ألزمناه طائرة في عنقه ويخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) * (11) بلى قد سمعوه ووعوه ولكن عاندوا في ذلك الحق وجنبوا عن الصدق ظلما وغشما وعداوة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وولده وتمردا وظلما كأن لم يسمعوا الله سبحانه كيف أمر نبيه أمرا بأن يفترض على الأمة مودتهم فرضا فقال: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * (12) بلى قد سمعوا ذلك بآذانهم وفهموا فرض الله فيهم بقلوبهم ثم رفضوه من بعد ذلك رفضا وتركوه عداوة لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وحسدا وكانوا كما قال الرحمن فيما نزل من آي القرآن فيمن كان قبلهم ممن عرف مثل ما عرفوا ثم جحد كما جحدوا فقال الله عز وجل: * (فلما جاءتهم

(١٠) فاطر ١٨.
(١١) الاسراء ١٣.
(١٢) الشورى ٢٣.
(*) سورة الكهف 49.
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»
الفهرست