الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٥٣٨
لم يكن عند الله من المفلحين ومن لم يكن عند الله من المفلحين فهو عند الله من الهالكين وفي ذلك ما يقول أصدق الصادقين: * (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) * (9).
باب القول في معاونة الظالمين قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: من أعان ظالما ولو بخط حرف أو برفع دواة أو وضعها ثم لقي الله عز وجل على ذلك وبه ولم يكن اضطرته إلى ذلك مخافة على نفسه لقي الله يوم القيامة وهو معرض عنه غضبان عليه ومن غصب الله عليه فالنار مأواه والجحيم مثواه أما أني لا أقول إن ذلك في أحد من الظالمين دون أحد بل أقول إنه لا يجوز معاونة الظالم ولا معاضدته ولا منفعته ولا خدمته كائنا من كان من آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو من غيرهم كل ظالم ملعون وكل معين ظالم ملعون.
وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (من جبا درهما لامام جائر كبه الله في النار على منخريه) وفي ذلك ما يقال إن المعين للظالم كالمعين لفرعون على موسى.
وفي ذلك ما بلغنا عن أبي جعفر محمد بن علي رحمة الله عليه أنه كان يروي ويقول: إذا كان يوم القيامة جعل سرادق من نار وجعل فيها أعوان الظالمين ويجعل لهم أظافير من حديد يحكون بها أبدانهم حتى تبدوا أفئدتهم فيقولون ربنا ألم نكن نعبدك فيقال بلى ولكنكم كنتم أعوانا للظالمين.
وبلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (من سود علينا فقد شرك في دمائنا).

(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»
الفهرست