الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٥٣٤
* (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) * (6) قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه ومن تعظيم الله لذلك اليوم أن جعله للمسلمين عيدا، وفيه ما بلغنا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن جبريل أنه قال (أن يوم الجمعة يوم القيامة وفيه تقوم الساعة).
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: ما زلت مذ رويت هذا الحديث يدخلني في كل يوم جمعة وجل وخوف وما ذلك من سوء ظني بربي ولا قلة معرفة مني برحمة خالقي، ولكن مخافة من لقائه ولم أقم بما أمرني بالقيام به، وأنهض بما حضني على النهوض فيه وجعله أكبر فرائضه علي وأعظمها عندي ولدي في مباينة الفاسقين ومجاهدة الظالمين والنصرة لدين رب العالمين، وأني لأرجو أن يكون الله سبحانه لا يعلم مني تقصيرا في طلب ذلك ولا في الحرص على أن أكون كذلك، ولكن لا راغب في الحق ولا طالب له من الخلق ولا معين لي عليه ولا مؤازر لي فيه، ولقد دعوت إلى ذلك فعصيت، ونهضت فيه فخذلت وخليت، ودعوت إلى الرحمن وجهدت في إحياء ما أميت من الايمان فصمت أذان هذا الخلق عن دعوتي وزهدوا فيما خبروا من حقائق سيرتي، وخولفت في أمر الله فلم أتبع وعصيت حين دعوت إلى الله فلم أطع فقلت رب إني لا أملك إلا نفسي فبعتها منه، ومالي في جوف الكعبة البيت الحرام بما بذل لي من الثمن الربيح ذو الجلال والاكرام حين يقول: * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم

(٥٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 ... » »»
الفهرست