واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ٧١
وقال القاسمي (ت / 1332 ه‍) - عن الرجل المؤمن -: إنه سلك معهم طريق المناصحة والمداراة، فجاء بما هو أقرب إلى تسليمهم وأدخل في تصديقهم له، ليسمعوا منه ولا يردوا عليه نصيحته، وذلك أنه حين فرضه صادقا، فقد أثبت أنه صادق في جميع ما يعد. ولكنه أردفه (يصبكم بعض الذي يعدكم)، ليهضمه بعض حقه في ظاهر الكلام، ليريهم إنه ليس بكلام من أعطاه حقه وأثنى عليه، فضلا عن أن يكون متعصبا له. وتقديم الكاذب على الصادق من هذا القبيل (1).
وقال الخارجي الإباضي محمد بن يوسف أطفيش (ت / 1332 ه‍) - عن الرجل المؤمن - إنه:
من القبط، ابن عم فرعون، وكان يجري مجرى ولي العهد، ومجرى صاحب الشرطة، وقيل:
كان إسرائيليا... فمعنى كونه من آل فرعون - على القولين - أنه فيهم بالتقية مظهرا أنه على دينهم، وظاهر قوله: (يا قوم) أنه منهم (2).
وقال في مكان آخر: واستعمل الرجل تقية على نفسه، ما ذكر الله عز وجل عنه بقوله : (وإن يك كاذبا فعليه كذبه) ومعنى عليه كذبه: أنه لا يتخطاه وبال كذبه من الله تعالى فضلا عن أن يحتاج في دفعه إلى قتله (3).
وقال الشيخ المراغي (ت / 1364 ه‍): الرجل المؤمن هو ابن عم فرعون، وولي عهده وصاحب شرطته، وهو الذي نجا مع موسى، وهو المراد بقوله:

(١) محاسن التأويل / القاسمي ١٤: ٢٣٢.
(٢) تيسير القرآن / محمد بن يوسف أطفيش الإباضي 11: 343.
(3) م. ن 11: 344 - 345.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»