واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٧٧
رواياته في أدلة السنة النبوية على مشروعية التقية، كما في الدليل الأول، والثالث عشر، والرابع عشر، ومما لم نذكره هناك ما أخرجه في كتاب الإكراه، فقد ورد فيه قوله تعالى: ﴿إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم﴾ (١)، وقوله تعالى: ﴿إلا أن تتقوا منهم تقاة﴾ (٢) قال البخاري معلقا: وهي التقية.
ثم أورد قوله تعالى: ﴿إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض﴾ (3). وعلق عليه بقوله:
فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون عن ترك ما أمر الله به، والمكره لا يكون إلا مستضعفا غير ممتنع من فعل ما امر به، وقال النبي (ص): الأعمال بالنية (4).
أقول: إن التقية هي من أرفق مبررات تجنب البخاري - في صحيحه - الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام، وإلا فإن أي سبب آخر لهذا الموقف فيه ما لا يرضاه أهل السنة أنفسهم.
73 - الحسين بن الفضل البجلي (ت / 282 ه‍):
74 - زهير بن حرب أبو خيثمة الحرشي (ت / 234 ه‍):
روى الحافظ ابن عساكر (ت / 571 ه‍)، عن محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن يوسف الحفيد - من أصل كتابه - يقول:

(١) النحل ١٦: ١٠٦.
(٢) آل عمران: ٣ / ٢٨.
(٣) النساء: ٤ / 97.
(4) صحيح البخاري 9: 34 - 35 - كتاب الإكراه.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»