حقوق أهل الذمة في الفقه الإسلامي - تامر باجن أوغلو - الصفحة ١٤
المدينة مع اليهود:
نرى في علاقة محمد مع اليهود في المدينة أي في العلاقات القائمة بين أمته واليهود الساكنين في المدينة مراحل متعددة وأشكال تعامل مختلفة تبعا لها.
في أول عهده في المدينة حاول محمد تأسيس حلف وحدوي بين سكانها. فنرى في نص المعاهدة المعقودة بين محمد والمسلمين من جهة؟ واليهود من جهة أخرى (والتي تدعى الموادعة) أن اليهود يعتبرون جزءا من الأمة الإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم؟ أنهم أمة واحدة من دون الناس... انه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم. إن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين. لليهود دينهم وللمسلمين دينهم (ابن هشام ج 2 ص 106؟ 107).
إلا أن الوضع السلمي بين محمد واليهود تدهور بسرعة لأسباب دينية؟ مثل عدم استعداد اليهود للاعتراف برسالة محمد؟ ولأسباب سياسية مثل التعاون بينهم وأعداء المسلمين من مشركي مكة. مما أدى إلى:
نفي بني قينقاع.
نفهم مما ورد في سيرة ابن هشام بوضوح أن بني قينقاع لم يفرحوا بانتصار محمد على أعدائه في بدر. هذا الأمر اعتبره القرآن خيانة لما تم من عهد وميثاق: يحلفون بالله أنهم لمنكم لكنهم قوم يفرقون فنزلت الآية التي ترخص نقض المعاهدة أو الموادعة؟ إذا كان هناك خوف من أن يبادر الطرف الآخر بنقضها: وأما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء أن الله لا يحب
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»