حقوق أهل الذمة في الفقه الإسلامي - تامر باجن أوغلو - الصفحة ١٣
عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا؟ ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا:
إنا نصارى؟ ذلك بأنهم منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (المائدة 82).
غير أن محمدا تحت ضغط الأحداث السياسية غير نهجه السلمي تجاه المسيحيين وتمكن في أيامه الأخيرة من السيطرة الكاملة على شبه الجزيرة. حسب رأيه لم يكن لتوجد في شبه الجزيرة ديانة أخرى إلى جانب الإسلام. بعد القضاء على اليهود كان على الأمة بذل الجهد لمنع النصارى من النشاط التبشيري أيا كان نوعه؟ واتخاذ تدابير لكيلا يضروا بوحدة المسلمين. إن غزوة ضد نصارى شمال شبه الجزيرة سنة 629 منيت بهزيمة شككت محمدا في ما يجب عمله. فإننا نراه من الآن حاد الأسلوب بل مهددا. أخيرا جاء الأمر: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله وباليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون (التوبة 31). لكي يحقق أهدافه ويبين صرامته في هذا الأمر قام محمد نفسه بغزوة ظافرة ضد نصارى الشمال؟ واستولى على وادي تبوك ودومة الجندل.
إن تعامل محمد وتقريراته وأقواله وأحكامه التي تفوه بها بشأن الأمة الإسلامية في المدينة ونهج خلفائها هي الأساس الأهم لما قام به الفقهاء على مر الأيام من اجتهادات. إن تعامله مع المشركين واليهود والنصارى كان خاضعا لظروف سياسية؟ وتغير إن جاز القول حسب هواه أو مزاجه آنذاك. فلهذا السبب يتعذر علينا أن نستنتج من تلك المعاملات المسجلة قواعد أساسية.
فيما يلي محاولة لوصف العلاقات في دولة
(١٣)
مفاتيح البحث: القتل (1)، السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»