الاحصار والصد - السيد الگلپايگاني - الصفحة المقدمة ٦
إن للحج منزلة عالية جدا وإن الذي يأتي بمناسكه يعود كالذي ولدته أمه بنفس اليوم.
أول من نادى للحج المنادي الأول والداعي لزيارة البيت الحرام، مركز الطائفين والعاكفين هو إبراهيم عليه السلام، الرجل الذي حطم الأصنام قطعا متناثرة (فجعلهم جذاذا (1).
خرج نمرود وأتباعه يوما من المدينة بعد أن تولوا مدبرين (2) فأقسم إبراهيم على تحطيم أصنافهم وتا الله لأكيدن أصنامكم (3) فكانت عقوبته الحرق في النار وقالوا أحرقوه وانصروا آلهتكم (4) فأمر الله تعالى النار بأن تكون عليه بردا وسلاما قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم (5) وترك إبراهيم مركز التمدن والثقافة آنذاك كلده ثم توجه إلى معبوده الحقيقي في شبه جزيرة العرب فنزل في تلك الأرض اليابسة حيث لا ماء ولا طعام وشرع بتجديد بناء الكعبة المشرفة وبمساعدة ولده إسماعيل عليه السلام إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (6) أمرهما الله جل وعلا بأن يقيما هذا البناء التوحيدي ويحافظا عليه من التلوث أيضا وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود (7).
أسلوب أئمة الاسلام (ع) في توضيح أحكام الحج إن طريقة أولئك العظماء يمكن تقسيمها في هذا المجال بموضوعين منفصلين جديرين بالذكر والاهتمام:

1 - الأنبياء - الآية 59.
2 - الأنبياء - الآية 58.
3 - الأنبياء - الآية 58.
4 - الأنبياء - الآية 68.
5 - الأنبياء الآية - 69.
6 - البقرة: الآية 121.
7 - البقرة الآية 119.
(المقدمة ٦)