الاحصار والصد - السيد الگلپايگاني - الصفحة المقدمة ٤
عليه السلام (1) في احتجاجه على الخوارج قال: ولو ترك الناس الحج لم يكن البيت ليكفروا بتركهم إياه ولكن كانوا يكفرون بتركهم إياه.
أهمية الحج من الناحية الاقتصادية هذا الحجم من الاهتمام والتوصية من قبل الشارع المقدس وإعلانه في دعوته الناس للحضور في ذلك المكان الشريف وأداء المناسك وذكر الله، يدل على أن لأعمال الحج فوائد وحكم أوجبت شريعة للناس، فمنها منافع اقتصادية وفوائد مادية، وإلى هذا أشار القرآن الكريم وأذن للناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير (2) وهناك رواية أيضا في مجال بيان تفسير أمر الحج بأنه يجلب منافع وتبادل المنتجات التجارية في هذا الاجتماع وفوائد وقد جاء عن حضرة الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عند إجابته لسائل أعطى الله الناس أمرا بأن يجتمعوا في مكة من الشرق والغرب ليتعرف بعضهم على بعض، وينقلوا بضائعهم ومنتجاتهم من مكان لآخر، وأعطى الله أمر الحج ليتعرف الناس على آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحاديثه وأن لا ينسوا سنته إن كل شعب أو أمة في أي مكان إذا انحصرت تجارتها في وطنها ستضمحل ويختل وضع التجارة، وستنسى أخبار رسول الله صلى عليه وآله وسلم وتختفي (3) فضيلة الحج الحج من أعظم الشعائر الاسلامية وأفضلها، وأرفع وسيلة يمكن للناس بواسطتها الاقتراب من ذات الله جل وعلا لذلك، ففي هذا الطريق تحمل مشقة الأبدان وتهيئة

1 - الوسائل الباب - 7 - من أبواب وجوب الحج ح (4).
2 - سورة الحج: الآية 28 - 29.
3 - الوسائل: ج 8 ص 9.
(المقدمة ٤)