فاز كلب بحبّ أصحاب كهف | كيف اشقى بحبّ آل نبيّي |
وترك تآليف ومصنّفات كثيرة، وقد ذكرت الفهارس له اثنين وخمسين مصنّفاً، طبع بعضها وبعضها غير مطبوع، وبعضها مفقود، ومن مصنّفاته كتاب «ربيع الأبرار ونصوص الأخبار» وهو مرتّب على ثمان وتسعين باباً. صنّفه بعد أن صنّف تفسيره «الكشّاف عن حقائق التّنزيل» الّذي فرغ منه بمكّة المكرّمة في سنة 528، وهذه مختاراتٌ من الكتاب المذكور:
قال في الباب الأوّل: ليلة الغدير معظمة عند الشّيعة، محياة فيهم بالتهجّد وهي اللّيلة الّتي خطب فيها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بغدير خمّ على أقتاب الإبل وقال في خطبته: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه».
وقال: ليلة الهرير: ليلة من ليالي صفّين كثر فيها القتلى، كلّما قتل عليّ رضي اللَّه عنه قتيلًا كبّر فبلغت تكبيراته سبع مائة، وصارت مثلًا في الشدّة.
وقال: قال علي رضي اللَّه عنه: «واللَّه لدنياكم أهون في عيني من عرق [عظم ] خنزير في يد مجذوم».
وقال في الباب الرّابع: «كان عليّ يخرج في الشّتاء والبرد الشّديد في إزار ورداء خفيفين. وفي الصّيف في القباء المحشو، والثّوب الثّقيل لا يبالي فقيل له:
فقال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم خيبر حين أعطاني الرّاية، وكنت أرمد، فتفل في عنيني، اللّهم اكفه الحرّ والبر فما آذانى بعد حرّ ولا برد.
وقال في الباب الخامس: قال عليّ رضي اللَّه عنه لقد رأيت عقيلًا وقد أملق، حتّى استماحني من برّكم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم كأنّما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكّداً، وكرّر عليّ القول مردداً فأصغيت إليه سمعي، فظنّ انّي أبيعه ديني، وأتبع قياده مفارقاً طريقتي، فأحميت له حديدة ثم