قال الشارح: فيه دليل على أن أول من أسلم من الذكور هو علي رضي اللَّه عنه «1».
رورى الترمذي باسناده قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي احدهما اعظم من الآخر كتاب اللَّه حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما «2».
قال الشارح: قوله «احدهما» وهو كتاب اللَّه «اعظم من الآخر» وهو العترة «كتاب اللَّه» بالنصب وبالرفع «حبل ممدود» اي هو حبل ممدود من السماء الى الأرض يوصل العبد الى ربه ويتوسل به الى قربه «وعترتي» اي والثاني عترتي «أهل بيتي» بيان لعترتي، قال الطيبي في قوله: اني تارك فيكم اشارة الى انهما بمنزلة التوأمين الخلفين عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وانه يوصي الأمة بحسن المخالقة معهما وايثار حقهما على أنفسهم كما يوصي الأب المشفق الناس في حق اولاده، ويعضده ما في حديث زيد بن ارقم عند مسلم: «اذكركم اللَّه في أهل بيتي» كما يقول الأب المشفق اللَّه اللَّه في حق اولادي «ولن يفترقا» اي كتاب اللَّه وعترتي في مواقف القيامة «حتى يردا عليّ» بتشديد الياء «الحوض» اي الكوثر يعني فيشكر انكم صنيعكم عندي «فانظروا كيف تخلفونّي» بتشديد النون وتخفف اي كيف تكونون بعدي خلفاء اي عاملين متمسكين بهما. قال الطيبي: لعل السر في هذه التوصية واقتران العترة بالقرآن أن ايجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» فانه تعالى جعل شكر انعامه