مثل أداة النفس الناطقة، والنفس تستعمل أعضاء البدن. وحواسه في اليقظة ثم تجمها وتودعها في النوم، والحركة التي تكون من الدماغ تسكن أحيانا، فاما حركة القلب فإنها نارية لا تسكن الا مع الفنا، وخلقة القلب صنوبرية، فاما العصب فان منه (ما) (1) ينبت من مؤخر الدماغ ومنه تكون الحركة الإرادية والحس، وهو مشتبك على البدن كله اشتباك عروق الشجر في الأرض، ومنه ما ينبت من مخ الصلب، ومخ الصلب أيضا ينبت من الدماغ، فالعصب كله من الدماغ، وقد تنبت في المفاصل والعضلات عصبا ت رقيقه تؤكد مفاصل البدن فقط لكنها لا حس لها، وكما ان الشمس ترسل حرها و شعاعها على كل ما طلعت عليه فكذلك الدماغ يرسل الحس والحركة بالعصب إلى الأعضاء كلها، والعصب كله مصمت الا العصبة التي تجري فيها النور إلى العين فإنها مجوفة، والحس تنفذ في العصب المصمت كما ينفذ شعاع الشمس في الهواء الغليظ وفي البلور والقنينة المملوءة من الماء ولو كان العصب مجوفا خوا مثل العروق لاسترخت الأعضاء التي هي معقودة معلقة بها، فاما العروق فان اصلها ونباتها من القلب، ومنبت الأوردة من الكبد فالتي تنبت من القلب هي أكثر ريحا و أقل دما والتي تنبت من الكبد هي أكثر دما وأقل ريحا، وانما استدار مجرى العروق واتصلت اجزاؤها بالطول لان الهوائية تتردد فيها كثيرا مع الدم الذي يجري فيها إلى جميع الأعضاء، وهي مع هذا رطبة ومن شان الرطوبة ان تجمع اجزاء الشئ، فاما العظام فإنه انما انفصل بعضه من بعض وصار في عمق اللحم لغلبة اليبس والأرضية عليه، ولو لم ينفصل لما أمكن الانسان ان ينقبض أو ينبسط، ومثله في مصيره في عمق البدن مثل الحجر إذا وقع في عمق الماء والنواة المستكنة في الثمرة، والمثل فيما في العظام من المخاخ
(٤٤)