الباب الحادي عشر في خروق الرأس ومخارج فضول البدن، ان المادة التي تكون منها الرأس تجتمع فيها قوى المزاجات الأربع فإذا اجتمعت تلك القوى في مكان كري مستدير طلب كل واحدة لنفسها الانحياز والانفراد في مكان دون مكان الاخر فإذا لم يمكن ذلك اتخذت مخارج فنفذت منها، ولذلك قال أرسطوطيلس وغيره ان البصر من جوهر النار والسمع من جوهر الهواء والشم من جوهر الماء والذوق من جوهر الأرض، وتجري إلى كل خرق منها مادة غليظة وتجمد على أفواهها وتصير زينة ووقاية لها مثل الجفون للعين والغضاريف للاذن والخياشم و الشفاه للفم، ومثل اتخاذ تلك المزاجات بهذه المخارج والخروق مثل الرياح والمياه إذا احتبست في بطون الأرض فإنها تتخذ لأنفسها المخارج والخروق، وانما صارت تلك الخروق اثنين اثنين لان البدن منقسم على اثنين من اليدين والرجلين والكليتين والبيضتين، واما ما تجتمع في الجنين من أرضية الأغذية ومائيتها فإنها تتخذ أيضا منفذين وخرقين، هما القبل والدبر فتخرج من أحدهما أثفال الطعام ومن الاخر فضول الرطوبات، فإذا بلغ المولود خرجت فضول بدنه من مخارج كثيرة، فيخرج من المعدة بالقئ، ومن البطن والمعاء بالمشي، ومن العين بالرمد والدموع، ومن الاذن بالأوساخ ومن الدماغ بالمخاط وبما ينجلب منه إلى الفم، ومن القلب والرية من الأنفاس وبانبساط العروق وانقباضها، ومن الكبد والمثانة بالبول، ومن الصدر والأضلاع بالنفث والسعال، ومن الحلق و اللهاة بالبصاق، ومن اللحم والجلد بالعرق، ومن الصلب وسائر
(٤٦)