أدمنها في كل غداة لم يخف السم، ويكثر من شرب المطبوخ العتيق ويستعمل الباه ويتحرك بعده ليتحلل ما اجتمع فيه بحركة الجماع، ثم ينام بعده ويكثر فيه الحركة والضمور، ويستعمل الحقن الحارة المحللة مثل التين والقرطم والبري والكوز والجاوشير ودهن البان والنرجس ويدخل الحمام الذي يعذب ماؤه، ويتمرخ بأدهان حارة، ويتغرغر بالرب المطبوخ مع مرزنجوش أو صعتر أو عاقر قرحا أو مويزج جبلي، ويجانب الاسهال الا ان يضطر اليه فيسخن هواء البيت ثم يسهل اسهالا خفيفا ويكون بخوره بعود هندي وساذج ويشم المسك والعنبر والقسط الحلو والميعة، ويجعل مساكن الشتاء والخريف قبالة المشرق لان الريح المحتبسة فيه يحلل غلظ الأبدان، ويجعل مساكن الصيف قبالة الشمال لتمتنع الحرارة الغريزية من الانتشار ويحفظ البدن من الانحلال، واعلم أن لكل شئ طبيعي أولا وآخرا ووسطا، فأول كل فصل ممتزج بالفصل الذي قبله، وآخره متصل بالفصل الذي يتبعه كالربيع الذي يشبه اوله آخر الشتا، ويشبه آخره أول الصيف، فينبغي ان يكون التدبير في أول كل فصل ممتزجا بتدبير الفصل الذي قبله، فإذا توسط الفصل استعمل تدبير ذلك الفصل بعينه، ويستعمل في آخره تدبيرا ممتزجا بالفصل الذي يتبعه، الباب الخامس في الاسفار والعساكر قال جالينوس ينبغي لمن سافر في الشتاء ان يدهن بدنه بأدهان حارة وينزل في موضع دافئ ثم يدخل الحمام ويغتسل بماء حار ويأكل خبزا ممزوجا في الخمر أو في شراب العسل، وان سافر في الصيف وضع على رأسه إكليل الخلاف والصفصاف ويشم الورد
(١٠٩)