واعلم أن بدن الانسان فيما ذكروا أربعة اجزاء، فالجزء الأول الرأس وما يليه فإذا اجتمع فيه فضول كانت آية ذلك ظلمة العين وثقل الحاجبين وضربان الصدغين وانسداد المنخرين، فمن حس بذلك فينبغي له ان يأخذ من الافسنتين ويطبخه بطلاء حلو مع أصول الصعتر حتى يذهب نصفه ويتغرغر به كل غداة، ويأكل الخردل والعسل فإنه إن أغفل ذلك أورثه وجع العين والرأس والخنازير والذبحة وما أشبهها من الأوجاع أعني في الرأس، والجزء الثاني الصدر وما يليه، فان اجتمعت فيه فضول كانت آية ذلك خشونة اللسان وملوحة الفم أو مرارته وحموضة الطعام على رأس المعدة ووجع العضدين والسعال، فينبغي ان يخفف من الطعام ثم يتقيأ فإنه إن أغفل ذلك أورثه ذات الجنب ووجع الكبد والحمى، والجزء الثالث البطن وما يليه، فان اجتمعت فيه فضول كانت آية ذلك قرقرة و؟؟ ووجع الركبة وقشعريرة ومليلة فينبغي لمن حس بذلك ان يسهل البطن ويفرغ الفضول فإنه إن أغفل ذلك أورثه استطلاق البطن ووجع الورك والظهر والمفاصل والبواسير، والجزء الرابع المثانة وما يليها، وإذا اجتمعت فيها الفضول كانت آيتها فتور الشهوة وحموضة المعدة وتقطير البول ووجع الجنب وقشعريرة وبثر تحت الخصيتين وعلى العانة وعلى الأربية فينبغي ان يأخذ من كرفس ورازيانج بأصولها فينقعه في طلاء ابيض طيب الريح ثم يأخذ منه كل غداة ويمزجه بشئ من العسل والماء ويشربه على الريق، ويحتمي من كثرة الأكل فان من أغفل ذلك أورثه وجع الكبد وحصر البول والربو، وقالوا انه اجتمعت أطباء الروم والهند والفرس فوصف كل قوم منهم شيئا واحد إذا لزمه الرجل نفعه، فكان مما قال حكيم
(١٠٤)